الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(القول فيما يستحب لباسه)

صفحة 403 - الجزء 4

  جده $ قال قال رسول الله ÷ «إن الله يحب من عبده إذاخرج إلى اخوانه أن يتزين لهم ويتجمل» ويعضده قوله تعالى {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}⁣[الأعراف: ٣١] وقوله عز قائلا {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ١١}⁣[الضحى] وفيه: خبر وعن النبي ÷ أنه قال «إذا أنعم الله على عبد أحب أن يرى عليه أثر نعمته» وأخرج الترمذي عن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده بلفظ آخر الحديث أثر نعمته على عبده.

  وفي الشفا: خبر وعن النبي ÷ «التحدث بالنعم شكر».

  وفيه: خبر ونبينا محمد ÷ ازهد الزاهدين وأفضل المرسلين فكان يلبس العمامة الخز، والجبة الخز، والمطرف الخز، وكان سيفه محليا بفضة. والنبي سليمان # أعطاه الله تعالى ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، وسخر له الجن وملَّكَه الإنس، فكان الجن يعملون ما يشاء من محاريب، وتماثيل، وجفان كالجواب، وقدور راسيات، وكانت جفانه كالجواب وهي: الحياض يأكل على الجفنة في الدفعة الواحدة ألف، وصف الله تعالى قدوره بالراسيات لثباتها.

  وفيه خبر وعن الحسن السبط # ابن الوصي امير المؤمنين # قال «أمرنا رسول الله ÷ أن تلبس أجود ما نجد يعني يوم العيد وإن نتطيب بأجود ما نجد».

  وأخرج الطبراني عن سهل بن سعيد قال: حُكْتُ للنبي ÷ حُلَّةً من أنمار من صوف أسود وجعلت لها ذوابتين من صوف أبيض فخرج رسول الله ÷ إلى المجلس وهي عليه فضرب على فخذه فقال: ألا ترون ما أحسن هذه الحلة؟ فقال أعرابي يا رسول الله اكسني هذه الحلة وكان رسول الله ÷ إذا سئل شيئا لم يقل لشيء يسأله: لا قال: نعم فدعا بمقعدتين فلبسهما وأعطى الأعرابي الحلة وأمر بمثلها تحاك فمات رسول الله ÷ وهي في المحاكة وفي إسناد رجاله زمعة بن صالح: ضعيف وقد وثق وباقي رجاله ثقات.

  ويستحب الدعاء للّابس والزهد في الملبوس روى عن قطر أنه: رأى علياً # أتى غلاما حدثا فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم ولبسه إلى ما بين الرصغين إلى الكعبين يقول «الحمد لله الذي رزقني من اللباس ما اتجمل به في الناس وأواري