(القول فيما يستحب لباسه)
  به عورتي فقيل له هذا شيء ترويه عن نفسك أو عن نبي الله قال هذا شيء سمعته من رسول الله ÷ يقول عند الكسوة: الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس واواري به عورتي» ورواه أحمد وأبو يعلى برواية أبسط وأخرج الترمذي عن معاذ بن أنس أن رسول الله ÷ قال «من ترك اللباس تواصغا وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الايمان شاء يلبسها».
  واخرج النسائي عن أبي الاحوص عن أبيه قال «أتيت رسول الله ÷ وعليّ ثوب درن فقال لي: ألك مال؟ قلت نعم قال: من أي المال؟ قلت من كل المال قد أعطاني الله من الإبل والبقر والغنم والخيل والرقيق قال فإذا ءآتاك الله فليرى أثر نعمة الله عليك وكرامته».
  وقال في كتاب المراتب لابي القاسم السبستي | في وصف لباس أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه في الجنة: وهو الذي قيل له: ما هذا اللباس الذي عليك وهو بهذه الخشونة أو الغلظ فقال: مالكم ولباسي أحصن لفرجي وأولى أن يقتدى بي وهذا الضرب من باب الاجر والاحتياط في المشروع يوجد لأحد.
  وفيه: أنه لما عوتب في لباسه قال لقد رفَّعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها فقال لي ذرها عنك فذوا لأتن لا يرتضيها لبر اذعها فقلت: اعْزب عني فعند الصباح، يحمد القوم السرى، ويتجلى عنهم غباوات الكرا، والله: لو شئت لتسربلت بالعبقري المنقوش من ديباجكم، ولتناولت لباب البر في صدور دجاجكم، ولشربت الماء في رقيق زجاجكم، ولكني وجدت الله يقول {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ ١٥ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٦}[هود].
  وفيه أنه اشترى قميصين بثمانية دراهم واحد بخمسة وواحد بثلاثة فألبس غلامه ما اشتراه بخمسة ولبس ما اشتراه بثلاثة فنظر وإذا كُمّه أطول من يده فتقدم إلى النجار وقال اقطع هذا فقطع فقيل له: تعال حتى نخيط كفَّته وعطافه فقال: إن الأمر أقرب من ذلك.