الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) [في أن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم]

صفحة 163 - الجزء 1

  وبلغنا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ~ أنه قال: الرد إلى الله هو إلى محكم كتابه، والرد إلى رسوله هو إلى سنته الجامعة غير المفرقة. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}⁣[الأنفال: ٢٤]

  وهذا صراط الله المستقيم الذي قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}⁣[الأنعام: ١٥٣].

  وفي الجامع الصغير للسيوطي، عن ابن عباس |، عن النبي ÷ أنه قال: «من اتبع كتاب الله هداه الله من الضلالة ووقاه سوء الحساب يوم القيامة».

  قال أخرجه الطبراني في الأوسط.

  وهذا هو سبيل محمد ÷، وقد قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ١٠٨}⁣[يوسف].

  فنحن ندعو الى ذلك، ونجيب من دعانا إليه، لا نخالف الحق، ولا نختلف فيه إن شاء الله تعالى.

  ومع هذا فإنا لا نستوحش من هجَّن مذهبنا، وتجنب الأخذ والرواية عن آبائنا $ وشيعتنا ¤، ويرى الأخذ عن الدعاة إلى النار، برواية الثقات من الفريقين، كما أخرج أحمد بن حنبل والبخاري عن أبي سعيد الخدري، عن النبي ÷ أنه قال: «ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار». ويرى الأخذ عن بني إسرائيل، ولا يرى الأخذ عن آل محمد ÷، ولا عن شيعتهم. واعتمدوا في الأخذ عن اليهود بما أخرجه أحمد والبخاري والترمذي عن ابن عمر مرفوعاً: «بلِّغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل، ولا حرج»، وبما أخرج البخاري ومسلم وأبو داود عن ابن عباس ¥