وحالف اليمين الغموس وحقيقتها هو الحلف على الكذب عمدا
  بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ٣٨}[المائدة].
  ومن لعن والديه أو سبهما، والمصورين، ومن ضارَّ مسلما أو ما كَرَبِه، ومن أفسد امرأة على زوجها أو مملوكا على سيده، ومن أفسد في الأرض، أو قطع رحمه وأذاه أو آذى الله أو آذى رسوله ÷ أو آذى أهل بيته أو عترته وقد قال تعالى {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ}[الأحزاب: ٥٣] ومن آذاهما فقد آذاه.
  ومن سب أصحابه الراشدين، ومن كتم ما أنزل الله من البينات والهدى، ومن جعل سبيل الكافر أهدى من سبيل المسلم المؤمن، ومن ارتشى أو أرشى والرايش وهو الواسطة في الرشوة.
  فهذه الجملة الأخيرة صح في بعض الآيات والأخبار اللعن لمرتكبيها فكيف تقبل شهادته إلا أن يتوب وينيب والتوبة بابها مفتوح لكن بشروط معتبره في الاصطلاح من اختبار الشاهد نحو سنة في الصلاح وأن يأتي بالواجبات ويتجنب ارتكاب ما فيه عليه جناح.
  وهذا البعض كاف فيما يكون به الجرح ولولا خشية التطويل لأتيت بما به يطمئن اهل التحصيل بجمل أو تفصيل بذكر من لا تقبل شهادته في كثير ولا قليل وقد مرّ في الاعتصام في ذكر من يستحق شفاعة النبي ÷ ومن لا يستحقها بعض مما ذكرناه وبعض مما لم نذكره.
  نعم فمن جرح بنحو من هذه السيئات لم تقبل شهادته وإن تاب إلا بعد اختبار توبته سنه كما ذكره المؤيد بالله # قال في شرح الإبانة وعند ساير العلماء: ان المدة غير موقتة بل مقدار ما يغلب في ظن الحكم أن توبته قد صحت ومن الناس من حد التوبة بأن تدخل محبته في قلوب الناس قال الله {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ٩٦}[مريم].