الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) (من أنواع الحجر: حجر من كان مضيعا لماله، مفسدا له)

صفحة 515 - الجزء 4

  في الخير وإن كثر وعن ابن عمر «مر رسول الله ÷ بسعد وهو يتوضأ فقال: ما هذا السرف يا سعد؟ قال أفي الوضوء سرف قال: نعم وإن كنت على نهر جار».

  وأخرج البخاري عن عوف بن مالك وهو ابن أخي عائشة زوج النبي ÷ لأمها: أن عائشة حدثت أن عبدالله بن الزبير قال في بيع أو عطا أعطته عائشة والله لتنتهين عائشة أو لأحجرن عليها قالت أهو قال هكذا؟ قالوا: نعم قالت لله علي نذر أن لا أكلم ابن الزبير أبداً. هذا طرف من الحديث.

  وأخرج أيضا عن عروة بن الزبير قال كان عبد الله بن الزبير أحب الناس إلى عائشة بعد النبي ÷ وأبي بكر وكان أبر الناس بها فكانت لا تمسك شيئاً فما جاءها من رزق الله تصدقت به فقال ابن الزبير ينبغي أن يؤخذ على يديها فقالت: يؤخذ على يدي عليَّ نذر إن كلمته.

  وهذا طرف من الحديث أيضا وأخرج أبو داود عن أنس بن مالك «أن رجلا كان على عهد رسول الله ÷ كان يبتاع وفي عقدته ضعف فأتى أهله نبي الله # فدعاه النبي ÷ فنهاه عن البيع فقال: يا نبي الله إني لا اصبر عن البيع فقال النبي ÷ إن كنت غير تارك فقل: هاوها: ولا خلابة» دل على جواز حجر السفيه المبذر بماله وانه لا ينفذ منه التصرف فيما كان محجورا عليه من ماله ولأن النبي ÷ «نهى عن اضاعة المال».

  وللحجر: أسباب آخر غير ما ذكرنا قد استوفيت في كتب الفروع وسيأتي حجر المريض في الوصايا ان شاء الله تعالى.

  غريبة: قال في جامع المسانيد: مسند سرق أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: حدثنا عبد الرحمن بن أحمد بن يوسف قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن شبران قال: حدثنا علي بن عمر الدارقطني قال: حدثنا علي بن ابراهيم المستعلي قال: حدثنا محمد بن اسحاق بن خزيمة قال: حدثنا بندار قال: حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثنا عبدالرحمن بن دينار قال: حدثنا زيد بن أسلم قال: رأيت شيخا بالاسكندرية يقال له سرق فقلت له: ما هذا الاسم؟ قال: «إسم سمانيه رسول الله ÷ ولن أدعه قلت: ولم سماك؟ قال: قدمنا المدينة فأخبرتهم أن مالي يقدم فبايعوني فاستهلكت أموالهم فأُتي بي رسول الله ÷ فقال: أنت سرق وباعني بأربعة أبعرة