الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب من ينبغي أن يولى وصفة القاضي)

صفحة 31 - الجزء 5

  والعمل برأيهن، ومجالسة الموتى قيل: من الموتى قال: كل غني قد أطغاه غناء».

  وفي الشفا في اشتراط كونه ذكراً بالغاً عاقلاً للإجماع عليه

  وروي أنه لما هلك كسرى قال النبي ÷: «من استخلفوا؟» قالوا ابنته بوران فقال النبي ÷: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة» فبين أن تولية المرأة ضد الصلاح

  وفي الجامع الصغير قال رسول الله ÷ «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة» قال: أخرجه أحمد والبخاري والترمذي والنسائي عن أبي بكرة

  وفي الشفاء ولقول النبي ÷ «النساء عي وعورات فاستروا عيهن بالسكوت وعوراتهن بالبيوت» وإذا أمرنا باسكات عيهن وستر عوراتين فأمر الحاكم مناف الصفتهن لما يحتاج اليه من مجالسة الرجال من العلماء والشهود والنظر في شأن الخصوم والمرأة ممنوعة من ذلك وقد أمر الله بتأخرهن في الفرايض بقوله ÷ «أخروهن حيث أخرهن الله في صلوة الجماعات والجمعات» وهن مفترضات خاصة وان الا نكاح لمن لا ولي لها إلى السلطان والمرأة لاحظ لها في عقود الأنكحة كما مر فكيف أن تقوم على مصالح نعم العباد ويحتاج الى حلها الحاضر والباد

  وقد كفانا ما قال أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه كما نقله عنه في النهج في العهد الذي كتبه للأشتر ثم اختر للحكم بين الناس أفضل رعيتك في نفسك، من لا تضيق به الأمور، ولا تمحكه الخصوم، ولا ينادى في الزلة، ولا يحصر من الفيء إلى الحق إذا عرفه، ولا تشرف نفسه إلى طمع، ولا يكتفي بأدنى فهم دون اقصاء، أو قفهم في الشبهات، وأخذهم بالحجج وأقلهم تبرما، وأصبرهم على تكشف الأمور. وأصرفهم عند اتضاح الحكم، ممن لا يزدهيه إطراء ولا يستميله اغرا أولئك قليل انتهى

  والنساء ممن يزدهين الإطرا ويستميلهن الإغرا، حالة أغلبية وشيعة جبلية.

  قلت: ويجب أن يكون الحاكم كثير الورع كما دل عليه قوله # لا تشرف نفسه إلى طمع.

  وتضمن هذا أن يكون عدلاً متحقق العدالة.