الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب من ينبغي أن يولى وصفة القاضي)

صفحة 32 - الجزء 5

  ففي الجامع الصغير قال رسول الله ÷ «رأس الدين الورع» قال أخرجه ابن عدي عن أنس ويكون صلباً في أمر الله لأن الحاكم إذا كان فيه ضعف ووهن إجترى عليه الخصوم فيودي إلى عدم الصدع بالأحكام وتنفيذها على المتمردين والمجترين من الانام وقد قال الله تعالى {يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ}⁣[المائدة: ٥٤]

  وأخرج الطبراني في الكبير عن أبي معاوية الأزدي عن النبي ÷ أنه قال: «الإمام الضعيف ملعون» والمرادية الضعف عن إقامة الأحكام الشرعية وإنفاذها.

  قلت: يشترط أن يكون سليم الحواس خالياً عن المنفرات غير أخرس

  في السنن للنسائي قال عبد الرحمن بن أبي بكره كتب إلي أبو بكرة سمعت ابي يقول: سمعت رسول الله ÷ يقول: «لا تقضين في قضاء بقضائين ولا يقضين أحد بين اثنين وهو غضبان».

  في الجامع الكافي عن علي # أنه قال لشريح: إياك ان تسار احدا في مجلسك، وإذا غضبت فقم ولا تقض وأنت غضبان

  وفي كتاب ذخيرة الإيمان في ترتيب مجالس أمالي السمان محمد بن الوليد القرشي عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله ÷ «كيف أنتم إذا ضيعكم الله؟» قالوا: وكيف يضيعنا الله يا رسول الله جعلنا لك الفدا؟ قال: «تصير كلمة القرآء والعلماء والفقهاء والامراء والقضاء واحدة في الظلم والجور».

  في أصول الأحكام والشفاء خبر وروى عن النبي ÷ أنه قال: «إياكم والاقراد» قالوا يا رسول الله ما الإقراد؟ قال «يكون أحدكم اميراً أو عاملا فتأتي الأرملة والمسكين واليتيم فيقول: اقعد حتى تنظر في حاجتك يتركون مقردين لا يقضى لهم حاجة ويأتي الرجل الغني أو الشريف فيقعده إلى جنبه فيقول: ما حاجتك فيقول: حاجتي كذا فيقول: اقضوا حاجته وعجلوا بها».

  قال في الصحاح قرد الرجل: اذا سكت عن عي وأقرد: اذا سكن وتماوت. وفي النهاية أقرد الرجل إذا سكت ذلا وأصله ان يقع الغراب على البعير فيلقط القردان فيقر ويسكن لما يجد من الراحة انتهى