الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب أحكام المحاربين)

صفحة 128 - الجزء 5

(باب أحكام المحاربين)

  في الأحكام قال الله تعالى في المحاربين وهم الذين يقطعون الطريق ويسعون في الأرض فساداً {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ٣٣}⁣[المائدة]: قال يحيى بن الحسين #: نزلت هذه الآية في ناس من بجيلة كانوا في آخر العرب إسلاما فأسلموا وهاجروا وأقاموا في المدينة فسقموا لمقامهم بها، وعظمت بطونهم، واصفرت ألوانهم، وسآءت أحوالهم، «فسألوا رسول الله ÷ أن يخرجهم إلى إبل الصدقة فيشربون من أبوالها وألبانها فأذن لهم في ذلك، فخرجوا إليها فشربوا من ألبانها وأبوالها وتصححوا. فلما برأوا مما كان بهم وصحوا من سقمهم وعادوا إلى أحسن أحوالهم عدوا على رعاة الإبل فقتلوهم، واستاقوا الابل فذهبوا. فبلغ النبي ÷ فبعث في آثارهم فأخذوهم، فقطع أيديهم وأرجلهم، وسَمَل أعينهم، ثم طرحهم في الشمس حتى ماتوا. فعوتب النبي ÷ في شأنهم. قال يحيى بن الحسين #: الله أعلم بصحة هذا الخبر.

  وفي شرح الأحكام: قال المؤلف يعني العلامة على بن بلال |: يجوز أن يكون نسخ سمل الاعين وبقي قطع اليد والرجل والقتل روينا عن أبي صالح عن ابن

  عباس قال: نزلت هذه الآية وذلك «أن رسول الله ÷ وادع أبا برده هلال ابن امية السلمي على أن لا يعينه ولا يعين عليه ومن أتاه من المسلمين فهو آمن ان يهاج، ومن مر بهلال بن عويمر إلى رسول الله ÷ فهو آمن لا يهاج فمر أناس من بني كنانة يريدون الاسلام بأناس من أسلم من قوم هلال بن عويمر ولم يكن هلال شاهدا يومئذ فنهضوا إليهم فقتلوهم وأخذوا أموالهم فبلغ ذلك رسول الله ÷ من أمرهم فنزل جبريل # بالقضية فيهم فقال: إنما جَزَآء أي عِقاب الذين يحاربون الله ورسوله» وفي شرح الأحكام: أُخبرنا السيد أبو العباس | قال: أخبرنا علي بن الحسن بن نصر قال: حدثنا شجاع قال: حدثنا يعلى عن هشيم، عن عبد العزيز بن صهيب قال: حدثنا أنس بن مالك، ورواه اسماعيل بن جعفر حطيئة واللفظ له عن