(باب مالا يوجب القصاص)
(باب مالا يوجب القصاص)
  وهو إذا كانت الجناية خطأ. قال الله تعالى {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا}[النساء: ٩٢] الآية فأوجب الله في قتل الخطأ الكفارة والدية إلا أن يحصل العفو عنها من أولياء المقتول.
  في شرح الأحكام لعلي بن بلال |: أخبرنا السيد أبو العباس الحسني | قال: أنبانا أبو زيد العلوي قال: حدثنا محمد بن منصور المرادي قال: حدثنا جعفر بن عبد الله، عن كثير بن عياش، عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن أبي جعفر الباقر # قال: نزلت هذه الآية في عياش بن أبي ربيعة المخزومي. قال ابو الحسن: يعني علي بن بلال: وبهذا قال ابن العباس. وذلك ان عياشاً أسلم بمكة وهاجر إلى المدينة فجزعت أمه جزعا شديدا حين بلغها إسلامه وخروجه من مكة إلى المدينة فقالت لا بنيها أبي جهل والحارث ابني هشام وهما اخوا عياش لأمه: والله لا يظلني سقف بيت ولا أذوق طعاما ولا شرابا حتى تأتوني به. فخر جاء في طلبه وخرج معهما الحارث بن زيد بن أبي نيسة حتى أتوا المدينة فاتوا عياشاً وهو في الجبل فقالا له: انزل ان امك لم يؤها سقف بيت بعدك. وقد حلفت أن لا تأكل طعاما ولا شرابا حتى ترجع اليها. ولك علينا أن لا نكرهك على شيء ولا نحول بينك وبين دينك. فلما ذكروا له أُمَّه جزع واغتر بقولها فأخرجوه من المدينة ثم اوثقوه فجلده كل رجلمنهم مائة جلدة ثم قدموا به على أمه. فلما أتاها قالت له: والله لآ أحلك من وثاقك حتى تكفر بالذي ءآمنت به ثم تركوه مطروحا موثقا في الشمس ما شاء الله ثم انه أعطاهم الذي أرادوا فأتاه الحارث بن زيد فقال: يا عياش هذا الذي كنت عليه فو الله لئن كان هدى لقد تركت الهدى، وان كان ضلاله لقد كنت عليها فغضب عياش من مقالته ثم قال: والله لا ألقاك خاليا الا قتلتك. ثم ان عيائاً أسلم بعد ذلك وهاجر الى رسول الله ÷ بالمدينة. ثم ان الحارث بن زيد أسلم بعد ذلك، وهاجر الى رسول الله ÷ بالمدينة وعياش لم يكن يومئذ حاضراً ولم يشعر بإسلامه فبينا عياش يسير