الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(كتاب الوصايا)

صفحة 237 - الجزء 5

(كِتَابُ الوَصايا)

  هي من وصيت وصية إذا وصلته: فيقال أرض واصية أي متصلة النبات وسميت وصية لوصل الميت ما بعد الموت بما قبله من قضاء دين أو وصية لرحم أو نحوه والدليل على شرعية الوصية الكتاب والسنة والإجماع.

  أما الكتاب فقال الله تعالى {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ١٨٠}⁣[البقرة] وهذه الوصية قد ورد فيها اختلاف بين العلماء فالبعض يقول بنسخ الوجوب دون الندب، والبعض يقول بنسخ الوجوب والندب، والبعض يقول بأنها باقية على الأحكام، وسنذكر إنشاء الله تعالى بعض ما يتعلق في الوصية للوارث وقال الله تعالى: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ}⁣[النساء: ١١] مكررا في سورة النساء أربعا منها اثنتان: يوصى بها واحدة: يوصين بها وواحدة: توصون بها. وقال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ}⁣[المائدة: ١٠٦]

  وأما السنة فقول النبي ÷ وفعله وعليها، ندل بما في أماني الإمام الناطق بالحق أبي طالب يحيى بن الحسين الحسني الهاروني سلام الله عليه قال: أخبرنا السيد الإمام أبو طالب قال: أخبرنا أبي | قال: أنبأنا عبد الله بن أحمد بن سلام قال: أنبأني أبي قال: حدثنا أحمد بن رشد قال: حدثنا أبو معمر عن عبد الله بن شريك العامري، عن أبيه، عن جندب بن عبد الله الأزدي قال: شهدت أبا ذر وهو آخذ بحلقة باب الكعبة يقول: سمعت رسول الله ÷ يقول لسلمان حين سأل «من وصيك؟ قال: وصيي وأعلم من أخلف بعدي علي بن أبي طالب وسمعته يقول حين أخرج الناس من المسجد وأسكن عليا # أن عليا مني بمنزلة هارون من موسى، ثم قال رسول الله ÷ ألا إنَّ رجالا، جدوا من إسكاني عليا وإخراجهم بل الله أسكنه وأخرجهم».