الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل)

صفحة 239 - الجزء 5

  تركتي؟ فقبضها علي #. فمن هذا الوجه صارت له تركة النبي ÷ دون العباس وقال أحمد فيما حدثني أبي عن علي بن سفيان عن أبي حاتم عن محمد بن مروان عن ابراهيم بن الحكم عن سارية بن أبي سارية عنه قال: أوصى رسول الله ÷ إلى أولى الناس به وأفضلهم عند الله وعنده، وأعلم الناس من بعده علي بن أبي طالب #.

  وقال الحسن بن يحيى # أوصى النبي ÷ إلى علي # أول ذلك الخبر المشهور عن النبي ÷ أن الله سبحنه لما أمر نبيه أن ينذر عشيرته الأقربين جمع بني عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا، وان منهم لمن يأكل الجذعة ويشرب الفرق فأمر عليا # فعمل لهم طعاما من فخذ شاة وصاعاً من طعام، ثم جمعهم فمسح يده على الثريد وسمى الله ثم قال لهم: كلوا فأكلوا حتى شبعوا وما اثروا في ذلك الطعام الا يسيرا ثم قال لهم النبي ÷: يا بني عبد المطلب كونوا في الإسلام رؤوسا ولا تكونوا أذناباً أدعو كم إلى الإسلام إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخره أيكم يجيبني إلى الاسلام على أن يكون أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في قومي يقضي ديني وينجز وعدي؟ فقام إليه علي # وهو أصغرهم سنا فأجابه إلى ما دعاه إليه. فتقل رسول الله ÷ في فيه، ومسح بيده على وجهه، وضمه إليه، فقال أبو لهب: لبئس ما حبوت ابن عمك أن أجابك إلى ما دعوته من بينهم أن ملأت فيه بصاقا. فقال النبي ÷: «بل ملأته فهما وحكما وعلما». فهذا أول ولاية علي بن أبي طالب # فاستحق بذلك الوصية من رسول الله ÷ والخصال التي شرطها رسول الله ÷ دون بني عبد المطلب.

  ولما حضرت النبي ÷ الوفاة ودعا بسيفه ورمحه وسلاحه ونعليه وكل ما كان له حتى عصابة كان يعصب بها في الحرب على الدرع تدفع إليه جميع. ذلك، ثم دفع إليه خاتمة، وبنو عبد المطلب والمهاجرون والأنصار حضور. ومن وصايا رسول الله ÷ الخاصة لعلي دون الناس أنه علمه ألف باب: كل باب منها يفتح له ألف باب، ودعا الله تعالى له أن يجعل اذنه الواعية، ودعا له حين وجهه إلى اليمن ان يهدي قلبه، ويثبت لسانه فقال علي كرم الله وجهه ما شككت في قضاء بين اثنين بعد دعوة رسول الله ÷ وأعلم بما هو كائن الى يوم القيمة: والدليل على ذلك قوله علي كرم الله وجهه: لا تسألوني عن فتنة تضل مائة أو تهدي مائة فيما بينكم وبين الساعة إلا أخبرتكم