(فصل)
  أخرج أبو داود والنسائي عن أبي ذر قال: قال رسول الله ÷: «يا أبا ذر إني اراك رجلا ضعيفا إني احب لك ما أحب لنفسي فلا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم». فإذا أرشد النبي ÷ إلى عدم التآمر على اثنين وتولي مال اليتيم أبا ذر ¥ وهو الرجل الذي أحب له النبي ÷ ما أحب لنفسه الذي قال فيه النبي ÷ «ما أظلت الخضرا ولا أقلت الغبرا من ذي لهجة أصدق من أبي ذر» كما رواه أحمد والترمذي وابن ماجة والحاكم عن ابن عمرو واول من أظهر شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله ÷ وصرح بها في نادي قريش فما ظنك بأهل الضعف الحقيقي عن القيام بحقوق الرعية والأيتام وعن عدم الانزجار من ركوب هذه الأخطار والاقتحام للتورط في هذين الأمرين العظيمين فعلى اللبيب أن يأخذ حذره ويصلح ما يخص أمره.
  الترخيص في مخالطة اليتيم:
  أخرج ابو داود والنسائي عن ابن عباس قال: لما أنزل الله تعالى {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[الأنعام: ١٥٢] و {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا}[النساء: ١٠] الآية انطلق من كان عنده يتيم فعزل طعامه من طعامه وشرابه من شرابه فجعل يفضل من طعامه يعني فحبس له حتى يأكله أو يفسد فاشتد ذلك عليهم فذكروا ذلك لرسول الله ÷ فأنزل الله تعالى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ}[البقرة: ٢٢٠] فخلطوا طعامهم بطعامه وشرابهم بشرابه.
  وفي صحيح البخاري: وكان طاووس إذا سئل عن شيء من أمر اليتامى قرأ {وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ}[البقرة: ٢٢٠] وقال عطافي يتامى الصغير والكبير ينفق الولي على كل إنسان بقدره من حصته.
  ويجوز استخدام اليتيم المصلحة.
  الله أخرج البخاري عن أنس قال: قدم رسول الله ÷ ليس له خادم فأخذ أبو