الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل)

صفحة 269 - الجزء 5

(كتاب الفرايض)

  هي علم يعرف به أسباب الإرث وكيفية التوارث وموانعه وموجباته)

(فَصْلٌ)

  في الدليل على فضل هذا الفن والترغيب في تعلم القرآن وتعليمه وشرعيته).

  قال يحيى بن الحسين سلام الله عليه بلغنا عن رسول الله ÷: «تعلموا القرآن وعلموه الناس وتعلموا الفرائض وعلموها الناس فاني امرؤ مقبوض وإن العلم سيقبض بعدي وتظهر الفتن حتى يختلف الإثنان في الفريضة فلا يجدان من يفصل بينها». قال يحيى بن الحسين بلغنا عن بعض الرواة أنه قال: من تعلم القرآن فليتعلم الفرايض ولا يكن كرجل لقيه أعرابي فقال له يا مهاجر تقرء القرآن؟ فقال نعم فقال فإن إنسانا من أهلي مات وقص عليه فريضته فإن حدثه فهو علم علمه الله وزيادة زاده الله وإن لم يحسن قال: فيم تفضلونا يا معشر المهاجرين.

  وفي الجامع الكافي: قال محمد: حدثنا جعفر بن محمد الهمداني قال: حدثنا حماد بن أسامة عن عوف بن أبي جميل عن رجل حدثه عن سليمان بن جابر عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ÷: «تعلمو الفرايض وعلموها الناس فإني امرء مقبوض وإن العلم سيقبض من بعدي وستظهر الفتن حتى يختلف الإثنان في الفريضة فلا يجدان من يفصل بينهما». وقد أخرج هذا أحمد من طريق أبي الأحوص عن ابن مسعود والنسائي والحاكم والدارقطني والدارمي كلهم من رواية عوف عن سليمان بن جابر عن ابن مسعود وفيه انقطاع.

  وأخرج الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷: «تعلموا الفرايض والقرآن وعلموا الناس فإني مقبوض» وفي مجموع الإمام زيد بن علي عن ابيه عن جده عن علي $ انه قال: لا يفتى الناس الا من قرأ القرآن وعلم الناسخ والمنسوخ وفقه السنة وعلم الفرايض والمواريث.