الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب صفة الإمام الذي تجب طاعته)

صفحة 393 - الجزء 5

  وأخرجه ابن المغازلي في مناقبه عن سعد بن أبي وقاص من اثني عشر طريقا وعن أنس وابن عباس وابن مسعود ومعاوية بن أبي سفيان.

  انتهى كلام صاحب الهداية في اقامة البرهان على تواتر هذين الحديثين الشريفين حديث الغدير وحديث المنزلة وبهما يقطع المطلع على ما بهر من هذه الطرق الصحيحة العالية المنيفة بفرض الاتباع لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب # وبوجوب اعتقاد الامامة له من وفاة الرسول ÷ الى انقطاع التكليف والعمل بأقواله وأفعاله كما يجب الاتباع لاقوال النبي ÷ وافعاله.

  فعلي باب حطه فهنيئا لمن رفع قدره ولم يحطه واتبعه في اصول الدين وفروعه المتعلقة بأفعال المكلفين فمن خالف اقواله الصحيحة فقد تعدى الطور وامتطى ركوب الحور بعد الكور. اللهم إني اسألك لي ولاخواني المتبعين لمحمد الامين وآله المطهرين أن تديم علينا محبتهم واتباعهم في كل حين، وتجعلنا بحبلهم معتصمين، ولا تجعلنا لهم من المناوين، فهم سفن النجاه وأمان الأمة من الضلال والصلاة والسلام على النبي وعلى آله في كل حين من الكبير المتعال.

  وكذلك حديث الثقلين من قوله ÷: «إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي» الحديث وقد تقدم ببعض طرقه في المقدمة وفيه كفاية وهو صحيح ومجمع على صحته عند الموالف والمخالف.

  ونزيد في حديث المنزلة من رواية الموالف

  مما في أمالي الإمام المرشد بالله #. قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد. المقنعي قال حدثنا أبو بكر أحمد بن ابراهيم بن الحسن بن شاذ أن البزار قراءة عليه قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن يزيد البوسجي قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا اسمعيل بن صبيح قال: حدثنا أبو ادريس عن محمد بن المنكدر عن جابر ¥ قال: «قال رسول الله ÷ لعلي بن أبي طالب: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ولو كان لكنته». قال السيد الإمام هذه الزيادة فى آخر الحديث ما كتبناه إلا من هذه الرواية.