[العمل بالظن في صحة الحديث يؤدي إلى اختلاف الظنون ثم إلى التفرق]
  وفي الجامع الصغير للسيوطي عن طلحة عن النبي ÷ أنه قال: «إنما أنا بشر مثلكم، وإن الظنَّ يُخطاءُ ويصيب، ولكنْ ما قلت لكم قال الله فلن أكذب على الله». قال أخرجه أحمد وابن ماجة.
  وأَخرج أبو داود والحاكم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷: «من أُفِتيَ بغير علم، كان إثمه على مَن أَفتاه، ومَن أَشار على أخيه بأمرٍ يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه» ذكر ذلك السيوطي في الجامع الصغير، ورواه أبو محمد الحسين بن محمد البغوي في كتاب المصابيح. (وفي صحيفة علي بن موسي الرضي) عن آبائه أباً فأباً إسناداً متصلاً إلى علي # قال: قال رسول الله ÷: «من أفتى الناس بغير علم لعنته السماء والأرض».
  وروى أبو محمد الحسين بن محمد البغوي في كتاب المصأبيح؛ عن ابن مسعود ¥، عن النبي ÷ في أنه قال: «اتقوا الحديث عني، الاَ ما علمتم، فمن كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار». وفي الجامع الصغير للسيوطي عن علي # عن النبي ÷: «من أفتى بغير علم، لعنته ملائكة السماء والأرض». قال أخرجه ابن عساكر.
  قلت: وهذه الأخبار يشهد بصحتها قول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ}[الأعراف: ٣٣] إلى قوله تعالى {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ٣٣}[الأعراف]
[العمل بالظن في صحة الحديث يؤدي إلى اختلاف الظنون ثم إلى التفرق]
  وأيضاً فإن الظنون تختلف، ومع اختلافها يقع الاختلاف والتفرق في الدين وقد تقدمت الدلالةُ على النهي عنه.
  وفي الجامع الصغير للسيوطي قال؛ وروى الطبراني في الأوسط عن ابن عمر عن النبي ÷ قال: «ما اختلفت أمة بعد نبيها، إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها».