الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[مناقشة معتبروا الظن في أحكأم الدين]

صفحة 18 - الجزء 1

[مناقشة معتبروا الظن في أحكأم الدين]

  وأما معتبروا الظن؛ فإن الله ø يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}⁣[الحجرات: ١٢] ويقول سبحانه: {إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}⁣[يونس: ٣٦] (٢)، ويقول تعالى في أهل الكتاب: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ٧٨}⁣[البقرة] (٣) فقبَّح سبحانه وتعالى إعتمادهم على الظن، وذلك دليل على قيح الظن في أدلة الشرع الشريف أعزه الله، ويقول سبحانه وتعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ٣٦}⁣[الإسراء].

  وفي أمالي المرشد بالله # قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه قال: ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد أملاءً في جامع جرجر بعد الصلوة قال: حدثنا الحسن بن عبد الله العنزي قال: حدثنا عفان بن مسلم قال: حدثنا وهيب يعني أبن خالد قال: حدثنا عبدالله بن طاووس عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷: «إياكم والظن؛ فإنّ الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا تنافسوا، وكونوا عباد الله إخوانا».

  وأخرج البخاري عن عقبة بن عأمر قال: قال رسول الله ÷: «تعلموا الفرايض قبل الظانين الذين يتكلمون بالظن».

  وفي الجامع الصغير للسيوطي عن أبي هريرة قال قال: رسول الله ÷ «وإياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يَخطبِ الرجل على خِطبة أخيه حتى ينكح أو يترك». قال: أخرجه أحمد، ومالك، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي.