الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل فيما يوصي به الإمام سراياه)

صفحة 455 - الجزء 5

(باب في أحكام قتال الكفار أهل الحرب والغزو)

(فصل فيما يوصي به الإمام سراياه)

  ينبغي للإمام الإيصاء بما ذكره الله في الكتاب العزيز {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ٢٠٠}⁣[آل عمران] وقوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ٤}⁣[الصف] وبما ثبت في السنة وهو ما في المجموع للإمام زيد بن علي قال زيد بن علي حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي $ قال: كان رسول الله ÷ إذا بعث جيشا من المسلمين بعث عليهم أميراً ثم قال انطلقوا لبسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله ÷ أنتم جند الله تقاتلون من كفر بالله ادعوا القوم إلى شهادة أن لا الله إلا الله وأن محمداً رسول الله والإقرار بما جاء به محمد من عند الله فإن آمنوا فإخوانكم لهم ما لكم وعليهم ما عليكم وإن هم أبوا فناصبوهم حرباً واستعينوا بالله عليهم فإن أظفركم الله عليهم فلا تقتلوا وليداً ولا امرأة ولا شيخاً كبيراً لا يطيق قتالكم ولا تُعُورُوا عينا ولا تقطعوا شجراً إلا شجراً يضركم ولا تمثلوا بأدمي ولا بهيمه ولا تظلموا ولا تعتدوا وأيما رجل من أقصاكم أو أدناكم من أحراركم أو عبيدكم أعطى رجلاً منهم أماناً فأشار إليه بيده فأقبل إليه بإشارته فله الأمان حتى يسمع كلام الله فإن قبل فأخوكم في الدين وإن أبي فردوه إلى مأمنه واستعينوا بالله لا تعطوا القوم دمتي ولا ذمة الله والمخفر ذمة الله لاقى الله وهو عليه ساخط أعطوهم ذممكم وذمم آبائكم وفوا فإن أحدكم لأن يخفر ذمته وذمة أبيه خير له من أن يخفر ذمة الله وذمة رسوله.

  قال في الصحاح: أخفرته إذا نقضت عهده وغدرت به ومثل هذا المروي في المجموع روي في الشفا واصول الأحكام معزوا إلى الإمام زيد بن علي مسنداً مرفوعاً.

  وفي الجامع الكافي بسند محمد بن منصور عن أحمد بن صبيح عن حسين عن أبي خالد عن زيد بن علي عن آبائه عن علي $ قال وكان رسول الله ÷.