(فصل فيما يوصي به الإمام سراياه)
  الحديث بلفظه وهو في أمالي أبي طالب # بسنده إلى علي # بأكثر اللفظ.
  وفي الشفا: خبر وروى بريدة قال: كان رسول الله ÷ إذا بعث أميراً على جيش أو سرية قال إذا لقيت عدوا من المشركين فادعهم إلى أحد ثلاث خصال أيتهن ما أجابوك إليها فاقبل وكف عنهم ادعهم الى الدخول في الإسلام فإن اجابوا فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم الى التحول من ديارهم إلى دار الهجرة فان فعلوا فاخبرهم أن لهم ما للمهاجرين، وعليهم ما عليهم. وإن دخلوا في الإسلام وأبوا أن يتحولوا إلى دار الهجرة فأخبرهم أنهم كأعراب المؤمنين الذين يجرى عليهم حكم الله ولا يكون لهم في الفيء والغنيمة شيء حتى يجاهدوا مع المؤمنين فإن فعلوا فاقبل منهم وكف عنهم وإن أبوا فادعهم الى إعطاء الجزية فإن فعلوا فاقبل منهم وكف عنهم فإن أبوا فاستعن بالله عليهم ثم قاتلهم، وفي خبر آخر عن النبي ÷ قال: وإن حاصرت حصنا فرا ودوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيك ÷ فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيك ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة ابيك وذمة أصحابك فإنكم إن تخفروا بذممكم وذمم آبائكم أهون عليكم من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله ÷ وان حاصرت حصنا فراودوك على أن تنزلهم على حكم الله تعالى فلا تنزلهم على حكم الله ولكن انزلهم على حكمك فإنك لا تدري أتصيب فيه حكم الله تعالى أم لا، وقد أخرج هذا الحديث بطوله مسلم وأبو داود والترمذي.
  قلت: وأخذ من الخبر أن كل سرية لا بد أن يؤمر عليهم أمير يأمرهم بتقوى الله تعالى ويبذل لهم النصيحة وأن ما ابرمه الأمير من الحكم نفذ والا يحصل التنازع بينهم وقد قال الله تعالى {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}[الأنفال: ٤٦] فبالتنازع يحصل الضعف والوهن ويدل قوله ÷، فإن را ودوك أن تنزلهم على حكم الله إلى قوله فإنك لا تدري أتصيب فيه حكم الله تعالى أم لا: أن الحق في المسائل الأصولية والفروعية مع واحد كما هو مذهب الإمام المنصور بالله # صاحب الإعتصام قدس الله سره.
  ويدل على وجوب الدعاء للكفار إلى الإسلام فإن قبلوا والا توجه الدعاء إلى ما ذكر بعده والله اعلم.