الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل)

صفحة 466 - الجزء 5

  يوم حنين فقال من قتل هذه فقال رجل أردفتها فأرادت قتلي فقتلتها فأمر بدفنها وعن النبي ÷ أنه ضرب عنق امرأة من بني قريظة لحدث أحدثته.

  وأخرج في السنن لأبي داود عن عائشة قالت: لم تقتل من نساء بني قريظة إلا امرأة واحدة إنها لعندي تحدث وتضحك ظهرا وبطنا ورسول الله ÷ يقتل رجالهم بالسيوف إذ هتف بها هاتف باسمها أين فلانة؟ قالت: أنا قلت: وما شأنك قالت حدث أحدثته فانطلق بها فضربت عنقها فما أنسى عجبا: أنها تضحك ظهرا وبطنا وقد علمت أنها تقتل، قال الخطابي يقال ان الحدث الذي احدثته: أنها شتمت رسول الله ÷.

  وفي السيرة للكازروني قال الواقدي وكان اسم المرأة بنانة امرأة الحكم القرضي وكانت قتلت خلاد بن سويد رمت عليه رحاً فدعا بها رسول الله ÷ فضرب عنقها بخلاد بن سويد.

  وفي الشفا وروى ان النبي ÷ لما مر بامرأة مقتولة قال ما كانت هذه تقاتل.

  خبر وروى نافع ان رسول الله ÷ رأى في بعض مغازيه امرأة مقتولة فانكر ذلك ونهى عن قتل النساء والصبيان، واخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي عن ابن عمر مرفوعا وارسله في الموطأ عن نافع كما في الشفا.

  وأخرج أبو داود عن رباح الربيع قال: كنا مع رسول الله ÷ في غزاة فرآي الناس مجتمعين على شيء فبعث رجلا فقال انظر على ما اجتمع هؤلاء فقال على امرأة قتيله قال: ما كانت هذه لتقاتل، قال وعلى المقدمة خالد بن الوليد قال فبعثت رجلا فقال «قل لخالد لا يقتلن امرأة ولا عسيفاً».

  وفي الشفا خبر ونهى رسول الله ÷ عن قتل المرأة والعسيف والمراد بالعسيف، الأجير قال فيه إلا ان يكون الشيخ الكبير ذا رأي وتدبير في الحرب فإنه يقتل كما قتل المسلمون دريد بن الصمة عام اوطاس وأصله قوله ÷ اقتلوا شيوخ المشركين الذين لهم رأي وتدبير.

  ويجوز قتل ما يقاتل عليه العدو.

  ففي الشفا خبر وروي أن حنظلة بن الراهب عقر بأبي سفيان فرسه فسقط عنه فجلس على صدره فجاء ابن شعوب فقال.