الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) فيا يستحب قبل القتال

صفحة 467 - الجزء 5

  لأحمين صاحي ونفسي، بطعنة مثل شعاع الشمس.،

  وقتل حنظلة واستنقذ أبا سفيان ولم ينكر النبي ÷ فعل حنظلة. ولا بأس بالمبارزة ولو بغير اذن الإمام لمن وثق من نفسه بالنجدة.

  فقد روى الحاكم في المستدرك أن النبي ÷ قال «المبارزة علي لاين ود أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيمة»، وكذا رواه الكنجي في الفضائل.

  وأخرج ابو داود عن علي كرم الله وجهه قال: لما كان يوم بدر تقدم عتبة بن ربيعة وتبعه ابنه وأخوه فنادى من يبارز فانتدب له شباب من الأنصار فقال ممن أنتم فأخبروه فقالوا: لا حاجة لنا فيكم إنما أردنا بني عمنا، فقال رسول الله ÷: قم يا حمزة قم يا علي قم يا عبيده بن الحارث فأقبل حمزة إلى عتبة وأقبلت إلى شيبة واختلفت بين عبيده وبين الوليد ضربتان فاتحن كل واحد منهما صاحبه ثم ملنا على الوليد فقتلناه واحتملنا عبيده.

(فَصْلٌ) فيا يستحب قبل القتال

  منها أن يؤثر على السرية.

  ففي الشفا أن النبي ÷ ما بعث جيشا أو سرية إلا وأمر عليهم أميراً وذلك معلوم من أهل النقل.

  وفيه خبر وروى جابر قال كنا يوم الحديبية ألفا وأربع مائة قبايعنا رسول الله ÷ على ان لا نفر ولم تبايعه على الموت وأخرج الترمذي عن جابر، قال في قوله {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}⁣[الفتح: ١٨] قال بايعنا رسول الله ÷ على أن لا نفر ولم نبايعه على الموت.

  وأخرج البخاري ومسلم عن عمرو بن دينار قال سمعت جابر بن عبد الله يقول قال لنا رسول الله ÷ يوم الحديبية «أنتم اليوم خير أهل الأرض وكنا الفا واربع مائة وقال لو كنت أبصر اليوم الأريتكم مكان الشجرة».