(فصل)
  أبي أمية عند عمر بن الخطاب فطلقها فتزوجها معاوية بن أبي سفيان وكانت أم الحكم تحت عياض بن غنم الفهري فطلقها فتزوجها عبد الله بن عثمان الثقفي».
  وأخرج أبو داود عن علي كرم الله وجهه قال «خرج عبدان إلى رسول الله ÷ يعني يوم الحديبية قبل الصلح فكتب إليه مواليهم فقالوا والله يا محمد ما خرجوا رغبة في دينك إنما خرجوا هربا من الرق فقال ناس: صدقوا يا رسول الله ردهم اليهم فغضب رسول الله ÷ وقال ما أراكم تنتهون يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم من يضرب رقابكم على هذا. وأبى ان يردهم وقال: هم عتقاء الله» واذا خرج الحربى إلى دار الاسلام فأسلم فيها فاولادهم الصغار حكمهم حكمه قال الله تعالى {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}[الطور: ٢١].
  وفي الشفا خبر وعن علي # أنه قال: إذا أسلم أحد الأبوين والولد صغار فالولد مسلمون بإسلام من أسلم من الأبوين وإن كبر الولد فأبوا الاسلام قتلوا وإن كان الولد كباراً بالغين لم يكونوا مسلمين بإسلام الأبوين فدل ذلك على ما قلناه وهذا رواه زيد بن علي.
  ويؤيده ما في الشفا أيضا خبر وعن النبي ÷ أنه قال «كل مولود يولد على الفطرة وأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه حتى تعرب عن لسانها اما شاكرا وإما كفورا».
  وأخرج أبو يعلى والطبراني في الكبير والبيهقي في السنن عن الأسود بن يزيغ قال قال رسول الله ÷ «كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» قلت: وهذا الحديث المأثور يشهد بصحته كتاب الله تعالى قال الله تعالى {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ}[الروم: ٣٠] دلت على أن كل مولود حكمه في الأصل الإسلام كما هو ظاهر هذه الآية بل صريحها والأخبار تقتضي ذلك أيضا.