(فصل)
  أخرج أبو داود عن عبد الله بن مسعود قال «نفلني رسول الله ÷ يوم بدر سيف أبي جهل دون الذي كان قتله» دل على أن من أجهز على جريح نفل من السلب. قال في الأحكام قال يحيى بن الحسين # ان الامام إذا قال لرجل: إن قتلت فلك ألف درهم أو أقل أو أكثر أعطاه الإمام ما جعله في غنيمة إن كانت وإن لم تكن غنيمة أعطاه من الفيء فإن لم يكن الفي حاضرا أعطاه من صدقات المسلمين وأعشارهم لأن الله ﷻ عن أن يحويه قولٌ أو يناله إنما جعل الصدقات للإسلام وأهله منافع ومعونات.
(فَصْلٌ)
  ولا يجوز إفشاء أسرار المؤمنين إلى البغاة والكفار فيما يحصل به عليهم منهم الأضرار قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ١}[الممتحنة] إلى قوله تعالى {لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ٣}[الممتحنة] وقال تعالى {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ}[الممتحنة: ٤] وقال تعالى {لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[المائدة: ٥١].
  قال في الشفا: نزلت أي أوائل سورة الممتحنة في حاطب بن أبي بلتعة «لما تجهز رسول الله ÷ لفتح مكة كتب كتاباً إلى مكة ليشعرهم بأن رسول الله ÷ يريدهم فيأخذوا حذرهم وأعطاه امرأةً من أهل مكة جاءت تستمنح رسول الله ÷ فكساها رسول الله ÷ فدفعه إليها حاطب وجعل لها جعلاً فأخذته،