الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب حكم قتال البغاة)

صفحة 508 - الجزء 5

(باب حكم قتال البغاة)

  قال الله تعالى {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ٩}⁣[الحجرات]

  في الأحكام قال يحيى بن الحسين سلام الله عليه: يجب قتال من بغى من المؤمنين على طايفة من المؤمنين أو على إمام حق من المحقين فيجب جهادهم إذا امتنعوا من الحكم، ولم يرضوا بالحق، كما قال سبحانه وتعالى {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}⁣[الحجرات: ٩] الآية فأوجب قتال من بغى من المسلمين على طائفة من المؤمنين فكيف بقتال من بغى على رب العالمين وخالف حكم المحقين ولم يطع من أمره الله بطاعته من الأئمة الهادين من امتنع من: ذلك وخالف وأبدى المجاهرة والعصيان وجب على المسلمين قتاله حتى يفيء إلى أمر الله. ويحكم بحكم الله، ويسلم الامر لأولياء الله.

  وفي أمالي الإمام أبي طالب يحيى بن الحسين # قال: حدثنا محمد بن عمر بن محمد الدينوري قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن اسحق السني قال: حدثنا سهل بن معاذ قال حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال حدثنا علي بن عبد الحميد، وضرار بن صرد، قالا: حدثنا عابد بن حبيب قال: حدثنا بكر بن ربيعة عن يزيد بن قيس عن إبراهيم عن علقمة، عن عبد الله، قال: أمر علي # بقتال الناكثين، والقاسطين، والمارقين، قال السيد ابو طالب الحسني | هذا حديث مستحسن لأن عبد الله بن مسعود توفي وقد حدث بأمر هؤلاء القوم قبل وقوعه وقبل حدوث هذه الحوادث.

  وقد مرت هذه الرواية والكلام عند ذكر معجزات النبي ÷.

  وفيه قال حدثنا أبو الحسين يحيى بن الحسين بن محمد بن عبد الله الحسني قال: حدثنا علي بن محمد بن مهروية القزويني قال: حدثنا داود بن سليمان الغازي قال: حدثني علي بن موسى الرضى عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن