(باب حكم قتال البغاة)
  وأنا جالس عن يساره وأنس بن مالك قائم بين يديه إذ تحرك الباب فقال النبي ÷ يا أنس انظر من بالباب فخرج أنس فقال يا رسول الله هذا عمار فقال رسول الله ÷: افتح لعمار الطيب المطيب ففتح أنس الباب فدخل عمار فسلم على رسول الله ÷ فرحب به ثم قال إنه سيكون من بعدي في امتي هنات حين يختلف السيف فيما بينهم وحتى يقتل بعضهم بعضا وحتى يتبرأ بعضهم من بعض فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني يعني علي بن أبي طالب فإن سلك الناس واديا وسلك علي وادياً فاسلك وادي علي وخل عن الناس يا عمار إن عليا لا يَرُدُّك عن هدى، ولا يردك على ردى، يا عمار: طاعة علي طاعتي، وطاعتي طاعة لله ø وهو في الشفا أيضا.
  وفي الشفا خبر وعن أبي قتادة «أن النبي ÷ قال لعمار حين مسح التراب عن رأسه بؤساً لك بؤساً يا بن سمية: تقتلك الفئة الباغية».
  وأخرج البخاري عن عكرمة: قال لي ابن عباس ولابنه علي «انطلقا إلى أبي سعيد فاسمعا من حديثه فانطلقت فسمعناه يحدث حتى ذكر بناء المسجد فقال كنا تحمل لبنة لبنة وعمار يحمل لبنتين لبنتين فرآه النبي ÷ فجعل ينفض التراب عنه ويقول: عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار» ثم ساق المؤلف كلاماً الى أن قال:
  وأخرج مسلم وأبو داود عن زيد بن وهب وكان في الجيش قال: كانوا مع على بن ابي طالب ¥ حين سار إلى الخوارج فقال علي # أيها الناس سمعت رسول الله ÷ يقول يخرج قوم من أمتي يقرأون القرآن ليس قرائتكم إلى قرائتهم بشيء ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء يقرأون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم لا تجاوز صلاتهم تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ولو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضى لهم على لسان نبيئهم لنكلوا عن العمل وآية ذلك: أن فيهم رجلا له عضد ليس له ذراع، على عضده مثل حلمه الثدي عليه شعرات بيض فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم والله إني لأرجو أن يكون هؤلاء القوم فإنهم قد سفكوا الدم الحرام وأغاروا في سرح الناس فسيروا.