الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب حكم قتال البغاة)

صفحة 519 - الجزء 5

  جيلا من بني إسرائيل أمرهم نبيهم أن لا يشربوا من النهر فلجوا في ترك أمره فشربوا منه إلا قليلا منهم فكونوا رحمكم الله من أولئك الذين أطاعوا ربهم ولم يعصوا ربهم. وأما عائشة فأدركها رأي النساء وشيء كان في نفسها عليّ يغلى في جوفها كالمرجل ولو دعيت لتنال من غيري ما انت الي لم تفعل ولها بعد ذلك حرمتها الأولى فالحساب على الله يعفو عمن يشاء ويعذب من يشاء. وصى بذلك اصحابه وسلموا الأمر بعد اختلاط شديد فقالوا يا امير المؤمنين حكمت فينا بحكم الله غير أنا جهلنا ومع جهلنا لم نأت ما يكره أمير المؤمنين.

  وقال ابن يساف الأنصاري

  ان رأيا رأيتموه سفاها ... لخطا الإيراد والإصدار

  ليس زوج النبي تقسم فيا ... ذاك زيغ القلوب والأبصار

  فأقبلوا اليوم ما يقول علي ... لا تناجوا بالإثم في الإسرار

  ليس ما ضمت البيوت بفيء ... انما الفيء ما تضم الأوارى

  من كراع في عسكر وسلاح ... ومتاع تبيع أيد التجار

  ليس في الحق قسم ذات نطاق ... لا ولا أخذكم لذات خمار

  ذاك هو فيكم خذوه وقولو ... قد رضينا لا خير في الاكثار

  إنها أمكم وإن عظم الخطب ... وجائت بزلة وعثار

  فلها حرمة النبي وحقان ... عليها من سترها ووقار

  إلى آخر الخطبة تركت اختصارا وفيها بعض طول في الجامع الكافي وقد رآى بعض العلماء أن يمنعوا الميرة والطعام والشراب إذا خافهم ولم يكن لهم حرم ولا أطفال ولا أسرى من المسلمين وبهذا الوجه كان عيسى بن زيد واحمد بن عيسى وقاسم بن ابراهيم $ يرون بيات السرية من اهل البغي الخيل المجردة التي قد أمن أن يكون فيها الحرم والأطفال وغيرهم ممن لا يجوز قتله، ولم يروا بيات العساكر التي تضم الحرم والاطفال وغيرهم ممن لا يجوز قتله.

  وروى محمد باسناده عن أبي رافع عن علي # أنه قيل له ان عيال عثمان يصيحون عطشا فقال يا حسن خذ البغلة فاحمل عليها راوية ماء وامض بها إلى دار عثمن فمن منعك من ذلك فاضرب خيشومة بالسيف من كان. وقد كان محمد بن