الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب حكم قتال البغاة)

صفحة 518 - الجزء 5

  برأيهم وأهوائهم وإن كثروا. وقد مضى منهم الفوج الأول وبقيت افواج وعلى الله قصمها عن جدية الأرض فقام إليه عمار فقال: يا امير المؤمنين إن الناس يذكرون الفي ويزعمون أن من قاتلنا فهو وماله وأهله وولده فيء لنا فقام اليه رجل من بكرين وايل يدعى عباد بن قيس وكان ذا عارضة ولسان شديد فقال يا امير المؤمنين والله ما قسمت بالسوية ولا عدلت فقال علي # ويحك فقال لانك قسمت ما في المعسكر وتركت الأموال والنسا والذرية فقال علي # ايها الناس من كان به جراحة فليداوي بالسمن فقال عباد وجئنا نطلب غنا يمنا فجاءنا بالترهات فقال علي # إن كنت كاذبا فلا أماتك الله حتى تلقى غلام ثقيف فقال رجل ومن غلام ثقيف يا أمير المؤمنين فقال رجل لا يدع لله حرمة الا انتهكها قال فيموت او يقتل؟ قال: بل يقصمه قاصم الجبارين قبله يموت بموت فاحش يحترق منه دبره لكثرت ما يجري من بطنه: يا أخا بكر أنت امرء ضعيف الرأي أو ما علمت أنا لا نأخذ الصغير بذنب الكبير وأن الأموال كانت لهم قبل الفرقة وتزوجوا على رشده وولدوا على الفطرة وإنما لكم ما حوى عسكرهم. وما كان في دورهم فهو لهم ميراث فإن عدى علينا أحد منهم أخدناه بذنبه وإن كف عنا لم تحمل عليه ذنب غيره يا أخا بكر لقد حكمت فيكم بحكم رسول الله ÷ في أهل مكة قسم ما حوى العسكر ولم يتعرض لما سوا ذلك وإنما اتبعت أثره حذوا النعل بالنعل يا أخا بكر أما علمت أن دار الحرب يحل ما فيها وأن دار الهجرة يحرم ما فيها الا بحق فمهلا مهلا رحمكم الله فإن أنتم لن تصدقوني واكثرتم على وذلك أنه تكلم في هذه غير واحد فأيكم يأخذ أمه عائشة بسهمه؟ قالوا لا أينا يا أمير المؤمنين بل أصبت وأخطأنا وعلمت وجهلنا فنحن نستغفر الله وتنادى الناس من كل جانب: أصبت يا أمير المؤمنين أصاب الله بك الرشاد والسداد فقام عمار فقال يا أيها الناس إنكم والله إن اتبعتموه واطعتموه لم يضل بكم عن منهاج قيس شعرة وكيف يكون ذلك وقد استودعه رسول الله ÷ المنايا والوصايا وفصل الخطاب على متهاج هرون بن عمران إذ قال له رسول الله ÷: أنت مني بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، فضلا خصه الله به وإكراما منه لنبيه ÷ حيث أعطاه ما لم يعطه أحد من خلقه، ثم قال علي: انظروا رحمكم الله ما تؤمرون فامضوا له فان العالم أعلم بما يأتي به من الجهل الخسيس الاخس فإني حاملكم ان شاء الله إن الطعتموني على سبيل الجنة وإن كانت ذا مشقة شديدة، ومرارة عتيدة، والدنيا حلوة، والحلاوة لمن اغتر بها من الشقوه، والندامة عما قليل. ثم إني مخبركم ان