(باب حكم قتال البغاة)
  وفيه وعن جعفر بن محمد # أنه بلغه أن زيد بن علي @ خلى أسرا من اهل الشام فقال: رحم الله عمي ما كنا نأمن إذا خلاهم أن يعودوا يقاتلونه إنما المن بعد الإثخان.
  وحكم المبارزه للباغي: الجواز وقد تقدم رواية الأمالي لأبي طالب ذكر مبارزة حريث وقتل علي # له.
  وفي الشفا روي في أيام صفين أن رجلا من أهل الشام خرج يدعوا إلى المبارزة فخرج إليه عبد الرحمن الكندي فتجاولا ساعة ثم إنه حمل على الشامي فطعنه في ثغرة نحره، فصرعه، ثم نزل فسلبه درعه، وسلاحه. دلّ على جواز المبارزة وأنه يجاز على جريح البغاه ما دامت الحرب قائمة وجواز أن يغنم جميع ما استعانوا به على المحقين.
  وفيه خبر وروي أنه خرج يوما من أيام صفين رجل من موالي بني أمية فبرز إليه كيسان مولى علي # فاختلفا ضربتين فقتله مولى بني امية فحمل إليه علي # فوقعت يده في جيب درعه فجذبه ثم جمله على عاتقه قال الراوي: كأني انظر إلى رجليه يختلفان ثم ضرب به الأرض فكسر منكبيه وعضديه وشد أبناه، الحسين ومحمد @ فضرباه بأسيافهما حتى قتلاه والحسن قائم على رأسه مع أبيه فقال له علي # يا بني ما منعك أن تفعل ما فعل أخواك فقال: كفياني يا أمير المؤمنين دل على ما ذكر وعلى جواز الإجازة على الجريح لأن الحسين ومحمداً أجاز بعد أن كسر علي # منكبي الباغي وعضديه ثم قوله للحس: ما منعك يا بني أن تفعل ما فعل أخواك.
  وفيه خبر وروي أن عليا # أمر برجل قد كان أسر يوم البصرة فضرب عنقه، دل على جواز الإجازة على الجريح وقت قيام الحرب وقد تقدم أن أمير المؤمنين # أمر بقتل ابن اليثربي بعد أسره.