الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل)

صفحة 531 - الجزء 5

  المقداد عن أبيها المقداد بن الأسود «أن رسول الله ÷ أسهم له يوم بدر سهما ولفرسه» وعنه أيضا باسناده عن ابن عمر «ان النبي ÷ قسم للفارس سهمين وللراجل سهما» وفيه: خبر: وعنه أيضا عن هاني بن هاني عن علي ÷ قال: للفارس سهمان.

  قلت: ومع صحة الروايات فيكون موكولا في سهم الفارس الى نظر الإمام في استحقاق الفارس ثلاثة أسهم أو سهمين ولا سهم لأكثر من فرس واحد والله أعلم.

  ويدخل في الخيل في السهمان البراذين لا البغال والرواية في الاسهام للبغل شاذة والبراذين هي الخيل العجمية التي ليست بعربية.

  في الجامع الكافي ويقسم للراعي والدليل والمريض وفيه روى محمد باسناده عن ابن عباس «أن النبي ÷ بعث سرية فمكث ضعفاء الناس في العسكر فأصاب أهل السرية غنائم فقسمها رسول الله ÷ بينهم كلهم فقال أهل السرية: نحن أصبنا هذا الفي ويقاسمه هؤلاء الضعفاء وكانوا في العسكر لم يشخصوا معنا؟ فقال رسول الله ÷: وهل تنصرون إلا بضعفائكم» وأنزل الله تعالى {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ}⁣[الأنفال: ١].

  وعن سعد «أن رسول الله ÷ قال: وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم».

(فَصْلٌ)

  يستحب قسمة الغنائم في دار الشرك ويكره تأخير القسمة إلا لعذر.

  في الشفا خبر وروى «أن النبي ÷ قسم غنائم باوطاس. وهي غنائم حنين. واوطاس واد من أودية حنين وقسم غنائم بدر: بشعب من شعاب الصفرا قريب من بدر وقسم غنائم بني المصطلق على مناهلهم».

  وفي الجامع الكافي وعن النبي ÷ «أنه قسم غنائم حنين بالجعرانة حين انصرف من الطائف».