الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) (في الفي ومن يستحقه)

صفحة 533 - الجزء 5

  الفيء ولم يقسم لنا فنزلت {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ}⁣[آل عمران: ١٦١] قال سلمة: قرأها الضحاك يُغَلّ فقال إبن عباس في رواية الضحاك: أن رسول الله ÷ لما وقع في يده غنائم هوازن يوم حنين غله رجل بمخيط فأنزل الله هذه الآية وروى بعد ذلك في سبب النزول لهذه الآية غير ذلك.

  في مجموع الإمام زيد بن علي @ حدثني زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي $ قال قال رسول الله ÷ «لو لم تغل أمتي ما قوى عليهم عدولهم».

  وفي الجامع الكافي: وروى محمد باسناده «عن النبي ÷ أنه أخذ وبرة من سنام بعير من المغنم ثم قال والله مالي مما أفاء الله عليكم ولا مثل هذه إلا الخمس».

  وعن عقيل بن أبي طالب انه أخذ إبرة من المغنم فأعطاها إمراته فبعث رسول الله ÷ منادياً: «ألاً لا يغلن رجل إبرة فما دونها. فقال عقيل لامراته: ما أرى ابرتك الا قد فاتتك».

  وفي الشفا خبر وروى عن النبي ÷ أنه قال «من كان يؤمن بالله واليوم. الآخر فلا يركب دابة من المسلمين حتى إذا أعجفها ردها، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبس ثوبا من المسلمين حتى اذا أخلقه رده».

  وفيه وعن النبي ÷ «أنه كان اذا أصاب غنيمة أمر بلالا فنادى بالناس فيجيئون بغنائمهم فيخمسه ويقسمه فجاء رجل يوما بعد ذلك بزمام من شعر فقال: يا رسول الله هذا فيما كنا أصبناه من الغنيمة فقال: سمعت بلالا ينادي ثلاثاً؟ قال: نعم قال: فما منعك أن تجيء به؟ فاعتذر قال: كذا تجى به يوم القيامة فلن أقبله عنك» وقد أخرجه أبو داود عن عمرو بن العاص.

  وفي أصول الأحكام عن عبادة بن الصامت عن النبي ÷ أنه قال «ادو الخيط والمخيط وما دون ذلك وما فوق ذلك فإن الغلول عار على أهله وشنآن» وهو في الشفا بزيادة.

  وفي الشفا: خبر: وروى أن رجلاً غل شمله من الغنائم ثم قضى نحبه فقال ÷: «إنه الآن يحرق بشملته في نار جهنم».