الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب التنفيل وقسمة الغنائم)

صفحة 534 - الجزء 5

  وفيه خبر وروى أن رجلا توفي يوم خيبر فذكر ذلك لرسول الله ÷ فقال «ان صاحبكم قد غل في سبيل الله قال: ففتحنا متاعه فوجدنا خرزات من خرزات يهود يساوين درهمين».

  وفيه عن ابن عباس أنه قال: ما ظهر الغلول في قوم قط إلا ألقى الله في قلوبهم الرعب، ولا فشا الزنا في قوم قط إلا كثر فيهم الموت، ولا نقص قوم المكيال والميزان إلا قطع عنهم الرزق، ولا حكم قوم بغير الحق إلا فشا فيهم الذم، ولا ختر قوم بالعهد الا سلط الله عليهم العدو، وهذا لا ينكون الا توقيفاً.

  وأخرج البخاري عن عبد الله بن عمر «أنه كان على ثقل رسول الله ÷ رجل يقال له كركرة فمات فقال رسول الله ÷: هو في النار فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباة قد غلها».

  وأخرج النسائي عن أبي رافع قال: «كان رسول الله ÷ إذا صلى العصر ذهب إلى بني عبد الأشهل فيتحدث عندهم حتى ينحدر للمغرب قال ابو رافع: فبينما النبي ÷ مسرع إلى المغرب مررنا بالبقيع فقال: أَفَّ لك أُفَّ لك أُفٍ لك قال فكبر ذلك في روعي فاستخرت وظننت أنه يريدني فقال: مالك إمش قلت أَحدَثَ حدث؟ فقال: ما ذاك قلت: أففت بي قال: لا ولكن هذا فلان بعثته ساعيا على بني فلان فغل نمرة فدرع الآن مثلها من نار» وأخرج الموطأ وأبو داود والنسائي عن زيد بن خالد أن رجلا من أصحاب رسول الله ÷ توفي يوم خيبر فذكروا ذلك لرسول الله ÷ فقال: «صلوا على صاحبكم فتغيرت وجوه الناس لذلك فقال: ان صاحبكم قد غُل في سبيل الله ففتشنا متاعه فوجدنا خرزات من خرز يهود لا يساوي درهمين» وأخرج أبو داود عن سمرة بن جندب قال اما بعد فكان رسول الله ÷ يقول «من كتم غالاً فإنه مثله».

  ويؤدب الغال.

  في الشفا: قال المؤيد بالله وروى أن من غل أحرق متاعه.

  وأخرج الترمذي وأبو داود عن صالح بن محمد بن زايدة قال دخلت مع مسلمة أرض الروم فأتي برجل قد غل فسئل سالما عن ذلك فقال سمعت ابي يحدث عن ابيه عمر أن النبي ÷ قال: «من غل فاحرقوا متاعه واضربوه» قال فوجدنا في متاعه