الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[من سنن الوضوء]

صفحة 223 - الجزء 1

  عن النبي ÷، وذكر هذا الحديث المنقول من الأمالي بلفظه وهو في «الجامع الكافي» بلفظه أيضاً.

  وأخرج مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة». هذا لفظ البخاري ومسلم، وفي رواية «مع كل وضوء» وصححه ابن خزيمة.

  قلت: ومعنى قوله ÷ لفرضت عليهم السواك، وليس الفرض إلا ما فرض الله سبحانه هو أن الله الزمنا ما اختار لنا رسول الله ÷ من جميع أعمال البر، وأن نجتنب جميع ما نهانا عنه قال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}⁣[الحشر: ٧] كما ألزم تعالى بني إسرائيل تحريم ما حرم إسرائيل على نفسه، كما نطق به الكتاب العزيز.

  وفي شرح التجريد أخبرنا محمد بن عثمان النقاش قال: حدثنا الناصر # قال: حدثنا محمد بن منصور قال: حدثنا أحمد بن عيسى عن حسين بن علوان، عن أبي خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي $ قال: قال رسول الله ÷: «من أطاق السواك مع الطهور فلا يدعه». وهذا في «أصول الأحكام».

  وفي شرح التجريد أخبرنا أبو العباس الحسني ¥ قال: حدثنا أبو أحمد الفرايضي قال: حدثنا محمد بن سليمان بن الحارث الواسطي قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا عيسى بن أبي كثير، عن عثمان بن ساج، عن سعيد بن جبير، عن على # قال: قال رسول الله ÷: «إن أفواهكم طرق القرآن فطهروها بالسواك» وهو في أصول الأحكام.

  وفي مجموع زيد بن علي عن أبيه، عن جده، عن علي $ قال: قال رسول الله ÷: «ما من امرءٍ مسلم قام في جوف الليل إلى سوا كه فاستن به، ثم تطهر، فأسبغ الوضوء، ثم قام إلى بيت من بيوت الله ø إلا أتاه ملك فوضع فاه على فيه، فلا يخرج من جوفه شيء إلا دخل في جوف الملك، حتى يجيء يوم القيامة شهيداً شفيعاً».