الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب) [ما يوجب الوضوء للصلاة ونواقضه]

صفحة 240 - الجزء 1

  جِذْوَةٌ منك». وهذا في «أصول الأحكام»، وفي «الشفا».

  وفيه أيضاً أخبرنا أبو بكر قال: أخبرنا أبو جعفر قال: حدثنا محمد بن العباس قال: أخبرنا عبدالله بن محمد ابن المغيره قال: أخبرنا مسعر عن قابوس عن أبي ظبيان، عن علي $ قال: «ما أبالي أنْفي مَسَسْت أو أُذنيَ، أو ذكري»، وهذا في «أصول الأحكام»، وفي «الشفا».

  وفيه أيضاً: وأخبرنا أبو بكر قال: حدثنا أبو جعفر قال: حدثنا ابن مرزوق قال: حدثنا عمر بن أبي رزين قال: حدثنا هشام بن حمدان عن الحسن، عن خمسة من أصحاب النبي ÷ فيهم علي # وابن مسعود وحذيفة وعمران بن حصين ورجل آخر: أنهم كانوا لا يرون في مس الذكر وضوءً». وهو في «أصول الأحكام» وفي «الشفا».

  وهو إجماع أهل البيت $ وإجماع الصحابة.

  وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن طلق بن علي قال: قدمنا على رسول الله ÷، فجاءه رجل كأنّه بدوّي فقال: «يا نبي الله: ما ترى في مس الرجل ذكره بعد ما يتوضأ؟ فقال: وهل هو إلا مضغة منك او بضعة». هذا لفظ أبي داود والنسائي وصححه ابن حبان.

[الرَدّ على الرواية المخالفة]

  وقال ابن المديني هو أحسن من حديث بسرة، وإيجاب الوضوء في مس الذكر بروَاية بسْرة بنت صفوان قيل: هي أسدية، وقيل: كنانية، وهي زوجة معاوية بن المغيرة بن أبي العاص. قال الراوي: هي جدة عبد الملك بن مروان أم أمه. وطريق هذا الخبر إليها؛ أنهم تذاكروه عند مروان، فأنكره عروة، فأرسل مروان إلى بسرة شُرطياً، فأخبرهم عنها به، وهذا دليل على بطلانه، وبطلان العمل به.

  وروي عن أبي هريرة مثل ما روي عن بسرة وفي رجاله يزيد بن عبد الملك الهاشمي، وقد تكلم فيه أكثر أهل الجرح والتعديل من المحدثين. وفي رجاله سعيد المقبري، وقد قيل: أن له مناكير، وقيل: اختلط.

  وأبو هريرة: كان كثير السهو، وتوعده عمر بن الخطاب على كثرة الرواية وكان