(باب التيمم)
  وفي رواية النسائي: «ولم ينفضوا من التراب شيئا». وفي أخرى لأبي داود: أنهم تمسحوا وهم مع رسول الله ÷ له بالصعيد لصلاة الفجر، وضربوا أكفهم بالصعيد ثم مسحوا وجوههم مسحة واحدة، ثم عادوا فضربوا أكفهم بالصعيد مرةً واحدة، فمسحوا بأيديهم كلها إلى المناكب والآباط من بطون أيديهم، وله في أخرى؛ قال ابن الليث: «إلى ما فوق المرفقين».
  وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن عبد الرحمن بن أبْزَا قال: «أنَّ رجلاً أتى إلى عمر فقال: أني اجتنبت ولم أجد الماء. فقال: لا تصل. فقال عمّاراً ما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت في سرية، فأصابتنا جنابة، فلم نجد الماء، فأما أنت فلم تصلي، وأما أنا فتمعكت في التراب وصليت، فقال رسول الله ÷، إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك الأرض، ثم تنفخ، ثم تمسح بها وجهك وكفيك، فقال عمر: اتق الله يا عمّار، فقال أن شئتَ لم أتحدث به، فقال عمر: نوليك ما توليت» هذا لفظ البخاري ومسلم.
  وعند أبي داود: ومسح بها وجهه ويديه إلى نصف الذراع، ولم يبلغ المرفقين ضربة واحدة، وفي أخرى له: إلى المرفقين.
  وأخرج الترمذي من هذا الحديث أن رسول الله ÷: «أمره بالتيمم للوجه والكفين». قال: وقد روي عنه أنه قال: «تيممنا مع رسول الله ÷ إلى المناكب والآباط».
  وأخرج البخاري ومسلم والنسائي عن عمران بن حصين قال: «أن رسول الله ÷ رأى رجلاً معتزلاً لم يُصَلِّ مع القوم فقال: يا فلان ... ما منعك أن تصلي مع القوم؟ فقال: يا رسول الله: أصابتني جنابة، ولا ماء قال: «عليك بالصعيد، فإنه يكفيك» هذا لفظهم.
  وأخرج أبو داود عن أبي ذر قال: أن رسول الله ÷ قال: «إن الصعيد الطيب وضوء المسلم، وإن لم يجد الماء عشر سنين ... فإذا وجد؛ فليمسه بشرته، فإن ذلك خير». قال في تجريد جامع الأصول، هذا لفظ الترمذي.