الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب الأذان)

صفحة 285 - الجزء 1

  نصر بن مزاحم المنقري، حدثنا أيوب بن سليمان الفزاري، عن علي بن حزوا، عن محمد بن بشر قال: جاء رجل إلى محمد بن الحنفية رضوان الله عليه فقال: إنه بلغنا أن الأذان إنما هو رؤيا رآها رجل من الأنصار. فقصها على رسول الله ÷، فأمر بلالاً فأذن بذلك؛ فقال له محمد بن الحنفية رضوان الله عليه: إنما يقول هذا الجاهل من الناس، إنّ أمْرَ الأذان أعظمُ من ذلك «أنه لما أسري برسول الله ÷ فانتهى به إلى السماء السادسة، جمع الله له ما شاء من الرسل والملائكة. فنزل ملك لم ينزل قبل ذلك اليوم؛ عرفت الملائكة $ أنه لم ينزل إلا لأمر عظيم، وكان أول ما تكلم به حين نزل قال: الله اكبر الله أكبر ... فقال الله ø: أنا كذلك؛ أنا أكبر الأشياء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله فقال الله: أنا كذلك أنا الله لا إله إلا أنا ثم قال أشهد أن محمداً رسول الله فقال الله: نعم؛ هو رسولي بعثته برسالتي، وائتمنته عليها ... ثم قال: حيّ على الصلاة ... فقال الله: أنا افترضتها على عبادي، وجعلتها لي رضا ... ثم قال: حيّ على الفلاح ... فقال الله: قد أفلح من مشى إليها، وواظب عليها ابتغاء وجهي ... ثم قال: حيّ على خير العمل. فقال الله: هي أزكى الأعمال عندي، وأحبها إلي ... ثم قال: قد قامت الصلاة فأم رسول الله ÷ يومئذ من كان عنده من الرسل والملائكة À أجمعين وكان الملك يؤذن مثني مثنى ويقيم مثني مثني ... وآخر أذانه وإقامته لا إله إلا الله ... وهو الذي ذكره الله في كتابه {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ٤}⁣[الشرح] قال ابن الحنفية رضوان الله عليه؛ فتم له يومئذ شرفه على الخلق، ثم نزل فأمر أن يؤذَّن بذلك الأذان.

  وفيه قال: حدثنا الحسين بن محمد بن الحسن؛ حدثنا علي بن الحسين بن يعقوب؛ حدثنا أحمد بن علي العجلي، حدثنا جعفر بن عنبسة اليشكري، حدثنا أحمد بن عمرو البجلي، حدثنا سلام بن عبد الله الهاشمي، عن سفيان بن السمط، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن جده $ قال: «أول من أذن في السماء جبريل #، حين أسري بالنبي ÷، فقال: الله أكبر الله أكبر، فقالت الملائكة: الله أكبر من خلقه ... فقال: أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله: فقالت الملائكة: ونحن