الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) [البحث في اصطلاح أهل الحديث فيما نقل من السنة النبوية]

صفحة 27 - الجزء 1

  قال: «إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم وتلين له أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم قريب؛ فأنا أولاكم به وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم، وتنفر عنه أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم منكر بعيد فأنا أبعدكم عنه».

  قلت وبالله التوفيق: والمعلوم أن الموافق للكتاب من الحديث تعرفه القلوب ولا تنكره، وأن ما خالف الكتاب مما تنكره القلوب ولا تعرفه.

  «وأخرج» البزار عن أبي هريرة قال قال رسول الله ÷: «إذا حَدَّثْتُمْ عني حديثاً فوافق الحق فأنا قلته».

  قلت، وبالله التوفيق: وهذا حجة في العرض على كتاب الله ø لقوله تعالى: {ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ٥٨}⁣[آل عمران] إلى قوله: {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ٦٠}⁣[آل عمران] إلى قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ}⁣[آل عمران: ٦٢] وقوله تعالى {قَوْلُهُ الْحَقُّ}⁣[الأنعام: ٧٣].

  وإن المعلوم - من دين النبي ÷ أنَّ القرآن هو الحق، ومن أنكر ذلك كفر، قال تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ}⁣[البقرة: ٢٦] ويعرض عليه ما علم من السنة، لأن ذلك مِن الحق المعلوم.

  وروى الهادي #» في الأحكام قال: بلغنا عن زيد بن علي، عن آبائه عن علي # أنه قال: قال رسول الله ÷: «يأتي القرآن يوم القيامة وله لسان طلق⁣(⁣١) ذلقٌ قآئلاً مصدِّقاً وشفيعاً مشفعاً فيقول: يا رب جَمَعني فلان عبدك في


(١) يقال رجل طلق اللسان و طَلْقُه وطِلقُه وطَلِيقُه أي ماضي القول سريع النطق وفي حديث الرحم جائت الرحم فتكلمت بلسان ذُلَق طُلَق أي فصيح بليغ هكذا احآء في الحديث على فُعل بوزن صرد ويقال ذُلُق طُلُق وطلق ذلق وطليق ذليق ويراد بالجميع المضآء والنفاذ وذلَقُ كلي شيء حدّه انتهى من النهاية وفي القاموس هو طُلق الوجه مثلته و ككتف، وأمير أي ضاحكه مشيرقُه وطلق اليدين بالفتح و بضمتين سمحهما وطَلْق اللسان بالفتح والكسر و كأمير ولسان طَلق ذلق وطَلِيق ذَليق وطُلُق ذُلُق بضمتين وكصرد و كتف ذو حده انتهى.