الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) [البحث في اصطلاح أهل الحديث فيما نقل من السنة النبوية]

صفحة 26 - الجزء 1

  الجنُ قالوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ١ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ}⁣[الجن: ١ - ٢] هُوَ الذي لا تختلف به الألسن، ولا تخلقه كثرة الرد» قال رواه الطبراني.

  وأخرج الحاكم عن حذيفة عن النبي ÷ أنه قال: «دوروا مع كتاب الله حيثما دار».

  وروى البيهقي في شعب الإيمان عن جابر، والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان، عن ابن مسعود عن النبي ÷ قال: القرآن شافع مشفع، وماحِل مُصدَّق⁣(⁣١) من جعله أمأمه قادَة إلى الجنة ومن جعله خلقه ساقه الي النار.

  وروى ابن شاهين في السنّة وابن مَرْدَوَيْه عن علي #، عن النبي ÷ أنه قال: «عليكم بالقرآن فاتخذوه أمأماً وقائداً - فإنه كلأم رب العالمين، الذي هو منه وإليه يعود فأمنوا بمتشابهه واعتبروا بأمثاله».

  وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عباس، عن النبي ÷ أنه قال: «مَن اتبع كتاب الله هداه من الضلالة، ووقاه من سوء الحساب القيامة».

  ذكر هذه الأحاديث السيوطي في الجامع الصغير.

  وروى بن حنبل والبزار والطبراني في الكبير بإسنادهم إلى أبي موسى الغافقي، أنه سمع عقبة بن عأمر الجهني يحدث على المنبر عن رسول الله ÷ أحاديث فقال - أبو موسى: إن صاحبكم هذا حافظ أو هالك؟! إن رسول الله ÷ كان آخر ما عهد إلينا أن قال «عليكم بكتاب الله، وسَتَرْجِعون إلى قوم يُحبون الحديث عني، فمن قال عليَّ ما لم أقل فليتبوّأْ مقعده من النار، ومَن حفظ شيئاً فليحدث به».

  وروى أحمد بن حنبل والبزار عن أبي حميد وأبي أسيد⁣(⁣٢) أن رسول الله ÷


(١) في النهاية ماحل أي خصم مجادل، مصدق وقيل ساعٍ مصدق من قولهم مَحَل بفلان اذا سعى به إلى السلطان يعني أن من اتبعه و عمل بما فيه فإنه شافع له مقبول الشفاعة ومصدق عليه فيما يرفع من مساويه إذا ترك العمل به انتهى.

(٢) أبو حميد حشيش بحاء مهملة مضمومة ثم معجمتين بينهما تحتية مثناة له صحبة ورواية الساعدي اسمه االمنذر أو عبدالرحمن الصحابي الجليل المدني شهد أحداً وما بعدها عاش الي أول زمن يزيد سنة ستين اخرجا له أبو داوود والسيد المؤيد بالله انتهى من طبقات الزيدية وفيها مالك بن ربيعة بن البدن يفتح الموحدة والمهملة آخره نون أبو أسيد بضم الهمزة الأنصاري السَّاعدي البدري من جلة الصحابة توفي سنة ثلاثين وقبل سنة ستين أخرج له الأربعة و السيد أبو طالب انتهى أملاء شيخنا الحافظ مجد الدين.