[مباحث توثيق المحدثين لرواة الحديث بحي على خير العمل عن أبي محذورة وابن عمر وغيرهما]
  وروى أبو بكر بن أبي شيبه قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، وهو ثقة، من رجال البخاري ومسلم، عن جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر، ومسلم بن أبي مريم، وهو مسلم بن يسار المزني، وهو ثقة من رجال البخاري: أن علي بن الحسين @ كان يؤذن؛ فإذا بلغ حيّ على الفلاح قال: حيّ على خير العمل، ويقول: هو الأذان الأول. وأنه أذان النبي ÷.
  وأخبرنا أبو العباس الحسني # قال: أخبرني محمد بن علي الصباغ البغدادي، وقد ترجم له الذهبي ووثقه، ويوسف بن محمد الكسائي، وأحمد بن سعيد بن عثمان الثقفي، قالوا: أخبرنا عمار بن رجا قال: حدثنا أزهر بن سعيد، وقد وثقه الذهبي في تذكرته، عن ابن عون، وهو ثقة مشهور، وثقة هشام بن حسان وابن مبارك، عن نافع، عن ابن عمر: أنه كان يقول في أذانه: حيّ على خير العمل.
  وروى ابن أبي شيبة من طريق أخرى عن ابن عمر كذلك.
  وقد روى سعد الدين التفتازاني في حاشيته على شرح العضد: أن حيّ على خير العمل، كان ثابتاً عهد رسول الله ÷، وأن عمر هو الذي أمر أن يكف عنها مخافة أن يتثبط الناس عن الجهاد، ويتكلوا على الصلاة إلى قوله: وقد ذكر في كتاب السنام ما لفظه: الصحيح أن الأذان شرع بحيّ على خير العمل، لأنه اتفق على الأذان به يوم الخندق، ولأنه دعاء إلى الصلاة، وقد قال ÷: خير أعمالكم الصلاة. وقد اتفق أيضاً على أن ابن عمر، والحسن والحسين @ وبلال، وجماعة من الصحابة أذّنوا به، حكاه في شرح الموطأ وغيره من كتبهم.
  قال صاحب فتوح مكة، وهو من مشايخ الصوفية: أجمع أهل المذاهب على التعصب في ترك الأذان بحيّ على خير العمل، انتهى إلى قوله: وقد ذكر السيد العلامة عز الدين أبو إبراهيم، محمد بن إبراهيم ما لفظه: بحثت عن هذين الإسنادين في حيّ على خير العمل؛ فوجدتها صحيحيان إلى ابن عمر، وإلى زين العابدين.
  أما أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، فهو الحاكم ابن البيع، وهو شيخ البيهقي كما ذكره أولاً، وأما أبو بكر فهو أحمد بن إسحاق ثقة، مفتي عابد من سادات الشافعية، ترجم له الحاكم في تاريخه، وأطال الثناء عليه، كما ذكره السبكي في