الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[حكم رفع الأيدي]

صفحة 356 - الجزء 1

[حكم رفع الأيدي]

  ورفع الأيدي حال تكبيرة الإحرام منسوخ ذكره الإمام المهدي لدين الله # في البحر لقوله ÷ «مالي أراكم» الخبر انتهى.

  وقال الهادي # في الأحكام عن النبي ÷ أنه قال «ما بال قوم يرفعون أيديهم كأنها أذناب خيل شمس⁣(⁣١) لئن لم ينتهوا ليفعلن الله بهم وليفعلن» وهو في الشفاء.

  وفي مسائل أبي القاسم الرازي للهادي إلى الحق #: وسألتَ عن رفع اليدين في الصلاة عند التكبيرة؟ وهذا أمر لا يجيزه في الصلاة علماء آل رسول الله ÷ لأن الصلاة هي خشوع وتذلل لذي الجلال والإكرام والطَّول، وإرسال اليدين والكف عن رفعهما أكثر خشوعاً في الدين لصاحبها وقد قيل: أن رفع اليدين فعال جاهلي كانت قريش تفعله لآلهتها وأصنامها عند الوقوف تجاهها والسلام منهم عليها فإن يكن ذلك منهم كذلك والله أعلم فلا ينبغي ولا يجوز لمسلم أن يفعل ما يفعل للأصنام مع ما في ذلك من قلة الخشوع لله، ولأن الصلاة التي فرضها الله ø فرض معها الخشوع والتذلل فما كان في الصلاة إلى الخشوع أقرب: كان فعله دون غيره على المصلي أوجب.

  وفي شرح التجريد: أخبرنا أبو العباس الحسني ¥ قال: أخبرنا اسمعيل بن ابرهيم بن شنبيدين قال: أخبرنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي قال: أخبرنا أبو زيد الهروي وأبو الوليد قال: حدثنا شعبة عن سليمان بن مهران يعني الأعمش عن المسيب بن رافع عن تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة قال «دخل النبي ÷ المسجد وهم را فعون أيديهم في الصلاة فقال مالي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس أسكنوا في الصلاة» وهذا في أصول الأحكام وفي الشفا.

  وفي أمالي أحمد بن عيسى @ قال محمد سمعت قاسم بن إبرهيم يكره


(١) شمس جمع شموس وهو النفور من الدواب الذي لا يستقر لِشَغَبه وحِدَّته انتهى من النهاية.