الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[الاجماع على عدالة الصحابة ليس على الاطلاق فيما يرونه]

صفحة 34 - الجزء 1

  واحتجوا بقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}⁣[آل عمران: ١١٠] وبما رووه عن النبي ÷: «خيركم القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم» الخبر⁣(⁣١).

  قال ابن الصلاح في النوع التاسع والثلاثين من «كتاب معرفة أنواع الحديث». للصحابة بأسرهم خصيصة، وهي أنه لا يُسأَلُ عن عدالةِ أحدٍ منهم بل ذلك أمر مفروغ منه. لكونهم على الإطلاق معدّلين بالكتاب والسنة وإجماع من يعتد بهم في الإجماع من الأمة قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}⁣[آل عمران: ١١٠] وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}⁣[البقرة: ١٤٣].

  وقال سبحانه: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ}⁣[الفتح: ٢٩]. الآية. قال وفي نصوص السنة الشاهدة بذلك كثيرة كحديث أبي سعيد المتفق على صحته أن رسول الله ÷ قال: «لا تسبوا أصحابي» الخبر. قال: ثم إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة ومن لابس الفتنة منهم كذلك بإجماع العلماء الذين يعتد بهم في الإجماع.

[الاجماع على عدالة الصحابة ليس على الاطلاق فيما يرونه]

  قلت وبالله التوفيق، هذا باطل لاتهم أجمعوا على أنها لا تقبل رواية من كان داعياً إلى بدعة، وقد ثبت الصحيح أن عماراً قتلته الفئة الباغية،


(١) أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن عمران بن حصين أن النبي ÷ قال: «خير الناس قرني ثم الذين يَلُونهم ثم الذين يلونهم فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة»، وأخرج أبو داوود قريباً منه. وأخرجه مسلم من حديث أبي هريرة وعايشة، وأخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داوود، والترمذي عن أبي سعيد، قال قال رسول الله ÷ «لاتسبوا أصحابي، فلو أن أحداً أنفق مثل أحدٍ ذهباً ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه». وأخرجه مسلم من حديث أبي هريرة، وفي رجالها مسدّد من مرهد و هو بصري وأهل البصرة عثمانية، وفي رجال الأول عمرو بن عون سكن البصرة كذلك، وفي رجاله أبو عوانة وصنّاح بن عبد الله الواسطي، قال أحمد بن حنبل: بغلط كثيراً إذا حدث من حفظه، ومثله ذكر أبو حاتم، وضعّفه ابن المديني عن قتادة. وهذا الحديث عن قتادة وقالي عن ابن معين: كان أميّاً يستعين بمن يكتب له فيمكن أن يكون هذا من وضع الكاتب لأن الكاتب مجهول. انتهى من هأمش الأصل.

قلت: الكلأم عن مسدّد غير سديد فقد عدّه الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة في الشافي من رجال العدلية والكلأم على الحديث مستوفي في محله. انتهى أملا شيخنا مجد الدين.