الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[وقوع الإخلال بالسنة]

صفحة 360 - الجزء 1

[وقوع الإخلال بالسنة]

  وأخرج البخاري وأبو داود عن حُذيفة قال: قال رسول الله ÷ «أحصوا لي كم يلفظ بالإسلام قلنا يا رسول الله: أيخاف علينا ونحن بين الست مائة إلى السبع مائة؟ قال إنكم لا تدرون لعلكم أن تبتلوا قال فابتلينا حتى جعل الرجل منا لا يصلي إلا سراً» ..

  قلت وبالله التوفيق: مات حذيفة بالمدينة سنة ست وثلاثين بعد قتل عثمان بأربعين ليلة كما ذكره المؤرخون والصلاة كانت لم تُسَرُّ في خلافة الثلاثة وإنما أحدثت في الصلاة أحداث، تخالف المشروع فكانوا ينكرون المشروع فلا يصلي من عمل بالمشروع إلا سراً وذلك معلوم لمن تأمله.

  وفي مجمع الزوائد: أن أبا موسى الأشعري صلى بأصحابه المغرب ركعتين وسلم ثم قام فصلى بهم ركعة وسلم.

  وفي شرح ابن أبي الحديد أن عائشة «خَرَجَت بثوب النبي ÷ وقالت: هذا ثوب رسول الله ÷ لم يخْلَق وأرى دينكم قد خَلِق» وفي أمالي أحمد بن عيسى @ حدثنا أبو جعفر قال تخلّف عثمان عاماً من تلك الأعوام فلما حضرت الصلاة قالوا: لعلي بن أبي طالب # «تقدم يا أبا الحسن وصل بنا قال نعم إن شئتم صليت بكم صلاة رسول الله ÷؟ قالوا: لا والله إلا صلاة عثمان قال: لا والله لا أصلي بكم».

  وأخرج النسائي عن سعيد بن جبير قال «كنت مع ابن عباس بعرفة فقال مالي. لا أرى الناس يلبُّون؟ قلت: يخافون من معاوية فخرج من فِسطاطة يقول لبيك اللهم، لبيك فإنهم قد تركوا السنة عن بغض علي» ..

  وأخرج البخاري عن عبد الله قال «سترون بعدي أَثَرَة وأموراً تنكرونها».

  وأخرج الحاكم في مستدركه عن عامر بن مطر قال سمعت حذيفة يقول: «أنتم انفرجتم عن دينكم انفراج المراة عن قبلها».