الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[الإنكار على معاوية بترك البسملة]

صفحة 377 - الجزء 1

  وفي مجمع الزوائد عن علي # وعمار ¥: أن رسول الله ÷ «كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم» قال: رواه الطبراني في الكبير عن جابر الجعفي ووثقه شعبة والثوري وزهير بن معاوية.

  وفي تجريد شرح العمدة: وقد حكي صلاة المعتمر بن سليمان «وكان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم من قبل فاتحة الكتاب وبعدها ويقول ما آلو أن أقتدي بصلاة أبي وقال أبي ما آلو أن أقتدي بصلاة أنس وقال أنس ما آلو أن أقتدي بصلاة رسول الله ÷» قال وذكر الحاكم أبو عبد الله: أن رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات.

[الإنكار على معاوية بترك البسملة]

  وقال في هذا الباب بعينه قبيل هذا الحديث ما لفظه وقد: قدمنا في كتابنا هذا حديث معاوية حيث صلى بالناس بالمدينة العتمة فترك البسملة فنادى مناد أسرقت الصلاة أم نسيت أين ؟ قال: فهذا دليل على أنه كان يقرأ بالبسملة وأنه أمر ظاهر، ولولا ذلك لما كان لنكيرهم معنى قال: وهذا قوي جداً لأنه كان في جمع من الصحابة ولو كان أمراً غامضاً لما سكت الحاضرون لمن أنكر على معاوية.

  وفي التلويح للتفتازاني: أما حديث الجهر بالبسملة فهو عندهم من قبيل المشهور حتى أن أهل المدينة احتجوا به على مثل معاوية وردوه على ترك الجهر بالتسمية.

  وهو مروي عن أبي هريرة وعن أنس إلا أنه (يعني أنساً) اضطربت رواياته فيه بسبب أن علياً # كان يبالغ في الجهر وحاول معاوية وبنو أمية محو آثاره فبالغوا في الترك فخاف أنس وروي الجهر عن علي #، وعمر و ابن الزبير، وغيرهم. ولا يخفي أن الجهر ثابت فربما لا يسمعه الراوي ولا سيما مثل أنس وقد كان يقف خلف النبي ÷ أبعد من هؤلاء وهذا لا ينافي سماعه غير الفاتحة على أنه روي عن أنس أن النبي ÷ وأبا بكر، وعمر، كانوا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم، انتهى: