الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[وجوب الجهر بالبسملة باستظهار الأدلة]

صفحة 378 - الجزء 1

  قلت وبالله التوفيق وأما ما روي عن النبي ÷ أنه كان يبتدئ القراءة بالحمد لله رب العالمين فإنما أراد السورة لا حذف البسملة. مثل ما أخرج مسلم عن واقد الليثي وقد سئل ما كان يقرأُ به رسول الله ÷ في الأضحى والفطر؟ فقال كان يقرأُ فيها بقاف والقرآن المجيد واقتربت الساعة وانشق القمر فأراد بذلك السورتين، لا حذف البسملة⁣(⁣١).

[تقرير البسملة في تلاوة القرآن في القراءات السبع المتواترة]

  واعلم أن البسملة لا خلاف بين الأمة في إثباتها في أوائل السورة خطًا في المصحف إلا في أول سورة التوبة.

  وأما التلاوة فلا خلاف بين القراء السبعة في أول فاتحة الكتاب وفي أول كل سورة ابتدأ القاري بها ما خلا سورة التوبة. وأما في أوائل السور مع الوصل بسورة قبلها فذهب ابن كثير قاري مكة وقالون أثبت قرآء المدينة وعاصم والكسائي من قراء الكوفة إلى اثباتها في اول كل سورة إلا في أول سورة التوبة: وذهب أبو عمرو قاري البصرة وحمزة من قراء الكوفة وورش من قراء المدينة وابن عامر قاري أهل الشام إلى حذفها في أوائل السور مع الوصل بما قبلها فاعلم ذلك موفقاً إن شاء الله تعالى.

[وجوب الجهر بالبسملة باستظهار الأدلة]

  قلت وبالله التوفيق: وهذه الأخبار المتقدمة تدل على وجوب الجهر في جميع الصلوات لأن منها قوله ÷ كل صلاة لا يجهر فيها ببسم الله الرحمن الرحيم فهي آية اختلسها الشيطان ولم يفصل ولأن لاختصاصها بالذكر والنص عليها شأناً. ولولا ذلك ما كان للأخبار المتقدمة يدٌ اذ كان يكفي أن يقول النبي ÷: بسم الله الرحمن


(١) قال الإمام يحيى بن حمزة في إلأنتصار ما لفظه: وإذا قرأ المصلي من وسط السورة فهل يستحب له البسملة أم لا؟ فيه مذهبان المذهب الأول أنها تستحب بعد قراءة الفاتحة وهذا هو رأي أئمة العترة $ ويحكى عن الفقهاء والحجة على هذا هو أن هذه الآية قائمة مقام السورة التي تجب قراءتها بعد الفاتحة فلا بد فيها من ذكر البسملة فكذا هذه الآيات لا بد فيها من ذكر البسملة لأنها قائمة مقامها في الوجود انتهى.