(باب فروض الصلاة وأذكارها وأركانها)
  الأسود بن يزيد فقالوا له: فعلّمْنَا قال قولوا «اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين وإمام المتقين، وخاتم النبيئين، محمد عبدك ورسولك إمام الخير، وقائد الخير، ورسول الرحمة، اللهم ابعثه مقاماً محموداً يغبطه به الأولون والأخرون اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد».
  وقد روي عن غير ابن مسعود قريب من هذا.
  وروى ابن جرير بإسناده إلى أبي اسرائيل عن يونس بن خباب قال خطبنا بفارس فقال {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ٥٦}[الأحزاب] فقال: أنبأني من سمع ابن عبّاس يقول: هكذا أنزلت فقلنا أو فقالوا يا رسول الله علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟ فقال قولوا «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارحم محمد وآل محمد كما رحمت آل إبراهيم إنك حميد مجيد».
  ويستدل بهذا الخبر من ذهب إلى جواز الترحم على النبي ÷، كما هو قول الجمهور وبقول الأعرابي اللهم ارحمني و محمداً ولا ترحم معنا احداً فقال النبي ÷ لقد تحجرت واسعاً.
  قلت وبالله التوفيق: وجميع هذه الأخبار دالة على وجوب الصلاة على النبي ÷ وفيها المطلق وفيها المقيد بتعيين محلها في الصلاة بين التشهد والتسليم.
  وإذا جاز عند سائر المذاهب الدعاء للنفس في الصلاة فبطريق الأولى الصلاة على النبي ÷ فيها ويجب أن تكون شرطاً في صحة الصلاة لأن الله ø قد أمر بها وقد قال تعالى {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٦٣}[النور] ولأن في بعض الأخبار التصريح بذلك كما قدمنا ذكره.