(باب صلاة الجماعة)
(باب صلاة الجماعة)
  وكونها مشروعة: معلوم من الدين ضرورة.
  وهي واجبة إلا لعذر قال الله تعالى {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ٤٣}[البقرة] وقال تعالى {وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ٩٨}[الحجر] وقال تعالى {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ٢١٩}[الشعراء] والأمر يقتضي الوجوب.
  وفي مجموع زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي $، قال رسول الله ÷: «لن تزال أمتي يكف عنها ما لم يُظهروا خِصَإلا: عملا بالرِّباء، وإظهار الرُّشا، وقطع الأرحام، وترك الصلاة في جماعة، وترك هذا البيت أن يُؤمَّ فإذا ترك هذا البيت أن يؤمَّ لم يُنَاظَرُوا».
  وروى هذا الحديث الهادي # في الأحكام، ورواه في الشفا، وأصله في أمالي أحمد بن عيسى @، ورواه محمد بن منصور عن أحمد بن عيسى عن حسين عن أبي خالد عن زيد بن علي @.
  وروى في الشفا عن النبي ÷ أنه قال «ما من ثلاثة في بادية أو قرية لا تقام فيهم الصلاة إلا وقد استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة».
  وفي تحفة المحتاج للشيخ سراج الدين عن أبي الدرداء قال سمعت رسول الله ÷ يقول: «ما من ثلاثة في قريةٍ ولا بَدْوٍ، لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية(١)» قال رواه أبو داود والنسائي والحاكم قال: وقال الحاكم صحيح الإسناد قال: وصححه ابن السكن، وابن حبان، أيضاً قال وقال السايب بن حنيش أحد رواته: يعني بالجماعة: الصلاة في جماعة: قال والسايب هذا ثقة وثقة العجلي. وقال الدار قطني: صالح الحديث.
(١) في النهاية في باب القاف مع الصَّاد القاصية المنفردة عن القطيع البعيدة ... منه: يريد أن الشيطان يتسلط على الخارج من الجماعة وأهل السنة انتهى.