الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل في الأمراض والأعراض)

صفحة 141 - الجزء 2

  تحت شجرة وقد بُسِطَ له كساء وهو جالس عليه، وقد اجتمع اليه أصحابه فجلست إليهم فذكر رسول الله ÷ الأسقام فقال: «إن المؤمن إذا أصابه السقم ثم عافاه الله منه كان كفارة لما مضى من ذنوبه، وموعظة له فيما يستقبل.

  وإن المنافق إذا مرض ثم عُوفي منه كان كالبعير عقله أهله ثم أرسلوه» الحديث بطوله: وأخرج هذا الحديث أبو داود عن عامر بن الرام عن النبي ÷ بزيادة «ولم يدر لم أرسلوه» ذكره في الجامع الصغير وفي الكبير ورواه أبو داود والطبراني عن عامر بن الرام.

  وفي أمالي أبي طالب #: أخبرنا عبد الله بن إبراهيم القاضي ببغداد قال: حدثنا علي بن الحسن بن العبد قال حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعب قال حدثنا سهل بن بكار قال حدثنا أبو عوانه عن عبد الملك بن عمير عن أم العلا قالت «عادني رسول الله ÷ وأنا مريضة فقال: أبشري يا أم العلا فإن مرض المسلم يذهب به خطاياه كما تذهب النّار خبث الذهب والفضة».

  وفي أمالي المرشد بالله # أخبرنا أبو بكر بن زيدة قال أخبرنا الطبراني قال حدثنا أبو زيد أحمد بن يزيد الحوطي قال حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع قال حدثنا عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة قال: «قال رسول الله ÷ إن المسلم إذا مرض أوحى الله تعالى إلى ملائكته $ فيقول: يا ملائكتي إني قيدت عبدي بقيد من قيودي فإن قبضته أغفر له، وإن عافيته فحينئذ مغفور له لا ذنب له».

  وفيه أيضًا: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن عبد الله البيع المعروف بالمودي بقراءتي عليه قال: حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن حُمَّان الجواليقي قال: حدثنا محمد بن أيوب قال أخبرنا مسدد قال حدثنا يحيى بن عبد الحميد بن جعفر قال حدثني أبي عن حمزة بن عبد الله بن الزبير عن عائشة عن النبي ÷ أنّه كان يقول «ما يصيب المؤمن من شيء إلا كان له أجراً وكفارة حتى الشوكة والنكبة».

  وفيه أيضًا: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم قال: حدثنا أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي قال حدثنا أبو خليفة قال حدثنا علي بن عبدالله المديني قال حدثنا محمد بن عبيد الأعمش عن إبراهيم عن الأسود قال: اعتلج ناس فأصاب طنب الفسطاط عين رجل منهم فضحكوا فقالت عائشة: ما يضحككم؟ فقالوا: أصاب الفسطاط عينه فكادت تذهب باطلا. فقالت: «سمعت رسول الله ÷ يقول: ما من مؤمن تشوكه شوكة فما فوقها إلا حط الله عنه خطيئة، ورفع له درجة».