الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[ثواب المريض من المؤمنين كفارة لذنوبه]

صفحة 144 - الجزء 2

  ولهم مع ذلك ثواب على الرضا بقضاء الله فيهم والصبر على بلائه لأن الثواب إنما هو على الأعمال ومن الأعمال الرضا والصبر قال الله سبحانه {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ١٠}⁣[الزمر].

  ويؤيد ذلك ما في أمالي المرشد بالله #: أخبرنا ابن زيذه قال: أخبرنا الطبراني قال: حدثنا سفيان عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله قال: إن الوجع لا يكتب به الأجر إنّما الأجر في العمل ولكن يكفر الله به الخطايا.

  وفي أمالي المرشد بالله # أخبرنا القاضي أبو الحسن أحمد بن علي بن الحسين قراءة عليه قال أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الله الشيباني قال حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبيني قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني بالري قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي عن أبيه علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن أمير المؤمنين # قال: «إن المرض لا أجر فيه ولكنه لا يدع على العبد ذنبًا إلا حطه إنما الأجر في القول باللسان والعمل بالجوارح وإن الله ø بِكَرَمِه وفضله يدخل بصدقة السر والسريرة الصالحة الجنة».

  وقال علي # في نهج البلاغة لبعض أصحابه في علة اعتلها «جعل الله لك ما كان من شكواك حطاً لسيئآتك فإن المرض لا أجر فيه ولكنه يحط السيئات ويَحُتُّها حتَّ الأوراق وإنما الأجر في القول باللسان والعمل بالأيدي والأقدام وإن الله سبحانه يدخل بصدق النية والسريرة الصالحة من يشاء من عباده الجنة».

  (وفي الجامع الصغير) عن أبي هريرة عن النبي ÷ أنّه قال «وصب المؤمن كفارة لخطاياه». قال أخرجه ابن ماجة والحاكم.