الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[ثواب المريض من المؤمنين كفارة لذنوبه]

صفحة 143 - الجزء 2

  وأخرج مسلم أيضًا عن عائشة عن النبي ÷: «ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها الا كتبت له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة».

  وأخرج الحاكم والبيهقي وابن مسعود عن عائشة عن النبي ÷ «إن المؤمنين يشدد عليهم لأنّه لا يصيب المؤمن نكبةٌ شوكة فما فوقها ولا وجع إلا رفع له بها درجة وحط عنه خطيئة».

  وفي مجموع زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي $ قال: «قال رسول الله ÷: إذا أراد الله أن يصافي عبدًا صَبَّ عليه البلاء صباً وثج عليه البلاء ثجا فإذا دعا قالت الملائكة صوت معروف. وقال جبريل: يا رب هذا عبدك فلان يدعو فاستجب له فيقول تبارك وتعالى: إني احب أن أسمع صوته فإذا قال يا رب: قال لبيك عبدي لا تدعوني بشيء إلا استجبت لك على إحدى ثلاث خصال: إما أن اعجل لك ما تسألني، وإما أن أدخر لك في الآخرة ما هو أفضل منه، وإما أن أدفع عنك من البلا مثل ذلك، ثم قال رسول الله ÷: يؤتى بالمجاهدين يوم القيامة، فيجلسون للحساب، ويؤتى بالمصلي فيجلس للحساب، ويؤتى بالمتصدق فيجلس للحساب، ويؤتى بأهل البلا فلا يُنصب لهم ميزان، ولا ينشر لهم ديوان، ثم يساقون إلى الجنة بغير حساب حتى يتمنى أهل العافية أن أجسادهم قد قرضت بالمقاريض في الدنيا». وهو في أمالي ابي طالب # بإسناده إلى زيد بن علي &.

  وفي أمالي المرشد بالله # قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن الشاطر الكاتب قراءة عليه قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن الحربي قال حدثنا أبو بكر محمد بن هارون بن الحميد المجَذَّر قال حدثنا يوسف بن موسى قال حدثنا عبد الرحمن بن مغرى عن الأعمش عن أبي الزبير عن جابر عن النبي ÷ قال: «لَيَوَدَّن أهل العافية في الدنيا يوم القيامة أن جلودهم قُرضت بالمقاريض ممَّا يرون من ثواب أهل البلا». وأخرجه الترمذي والضياء عن جابر عن النبي ÷ ذكره في الجامع الصغير.

  دلت هذه الأخبار على أن الآلآم لتكفير السيئات.