(فصل) (في غسل الميت والصلاة عليه وتكفينه وتشييعه ودفنه)
  وفي إشراق الأصباح في مناقب الخمسة الأشباح تأليف الفقيه العلامة إبراهيم بن محمد بن علي بن نزار الصنعاني | قال عن أم سلمة قالت «اشتكت فاطمة بنت رسول الله ÷ فَمَرَّضناها فأصبحت يوماً كأمثل ما رأيناها في شكواها، فخرج عليَّ بن أبي طالب # لبعض حاجته فقالت فاطمة: اسكبوا لي بآنية ماء غسلا، فاغتسلت كأحسن ما كنت أراها. ثم قالت: يا أمَّه ناوليني ثيابي الجُدُد قالت فناولتها. ثم جاءت إلى البيت الذي كانت فيه فقالت: قدِّمي فراشي وسط البيت. فاضطجعت، ووضعت يدها اليمنى تحت خدها، ثم استقبلت القبلة. ثم قالت: يا أمَّة: إني مقبوضة الآن، فلا يكشفني أحدٌ ولا يغسلني أحد، قالت: فقُبضت مكأنّها. قالت: ودخل عليٌّ # فأخبرْتُه بالذي قالته وبالذي أوصتني به.
  فقال: لا والله لا يكشفها أحد. واحتملها، ودفنها بغسلها ذلك، ولم يكشفها، ولا غسلها أحد».
  وفي درر السمطين قال: روى عبد الله بن أبي رافع عن جدته أم عبيد الله أم ولد أبي رافع قالت «كانت فاطمة & شديدة الوجع في مرضها فأصبحت منتقعة، وقيل متقنعة، فخرج عليٌّ # لبعض حوائجه، فقالت: ضعي طهورا ففعلتُ فقامت فاغتسلت أشدَّ ما رأيتها تغتسل فقالت: ناوليني ثيابي الجدد فناولتها فلبستها، ثم قالت: إفرشي فراشي نحو القبلة ففعلت فجاءت حتى اضطجعت عليه، فوضعت يدها اليمنى تحت خدها، ثم قالت: إني أقبض الآن فلا تحركوني. فقبضت فجاء علي # فأخبرته فقال علي #: لا جرم لا تحرَّك من مكأنّها».
  وفي مسند ابن حنبل قال حدثنا محمد بن يونس قال حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال حدثنا إبراهيم بن سعيد عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن علي بن أبي رافع عن أبيه عن سلمى قالت «اشتكت فاطمة بنت رسول الله ÷ فمرَّضتها فأصبحت يوماً كأمثل ما كانت فخرج علي بن أبي طالب # فقالت فاطمة &: يا أمتاه أسكبي لي ماء فأغتسل فسكبت. فقامت فاغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل، ثم قالت: هاتي الثياب الجدد فأعطيتها فلبستها ثم جاءت إلى البيت الذي كانت فيه فقالت قدمي الفراش إلى وسط البيت فقدمته فاضطجعت واستقبلت القبلة. وقالت يا أمتاه: إني مقبوضة الآن وقد اغتسلت فلا يكشفني أحد. فقبضت مكانها. فجاء علي بن أبي طالب # فأخبرته فقال: لا والله ما يكشفها أحد ثم حملها بغسلها ذلك فدفنها» انتهى. وأشار إلى هذا الخبر في تلخيص ابن حجر وقال: أخرجه أحمد.