(فصل) [في الجرح والتعديل]
  لله تعالى بخلقه والرادين(١) لقوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى: ١١] وكالقدرية مجوس هذه الأمة خصماء الرحمن وشهود الشيطان والمرخصين للمسلمين في ارتكاب المعاصي القائلين بأن الإيمان قول بلا عمل أو الاعتراف بلا قول ولا عمل وكالنواصب والغلاة الروافض.
  أما النواصب فقد تقدمت الأدلة على كونهم هالكين ولقوله تعالى {وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ٥١}[الكهف] «وأخرج»(٢) أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة قال: قال ÷: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك أجورهم شيئاً ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً» ذكره السيوطي في الجامع الصغير.
  وأما الغُلاةُ الروافض فهم فِرقة لا يختلف أهل التحقيق في النقل أن الذي سماهم بهذا الاسم زيد بن علي @ لما تركوه وقال: اذهبوا أنتم الرافضة وفي صحاح الجوهري ما لفظه: قال الأصمعي: سموا بذلك لتركهم زيد بن عليّ @.
  وقال الهادي # في الأحكام ما لفظه: وهتكوا يا لَهم الويلَ الحرمات، وأماتوا الصالحات، وحرصوا على أماتة الحق، وإظهار البغي والفسوق، وصادُّو الكتاب وجانبوا الصواب، وأباحوا الفروج، وولدوا الكذب والهروج.
  وفيهم ما حدثني أبي وعماي محمد و الحسن عن أبيهم القاسم بن إبراهيم ~ عن أبيه عن جده عن إبراهيم بن الحسن عن أبيه عن جده الحسن بن علي عن علي بن أبي طالب رحمة الله عليهم عن النبي ÷، أنه قال: «يا علي يكون في آخر الزمان قوم لهم نبز يعرفون به يقال لهم الرافضة فإن أدركتهم فاقتلهم قتلهم الله فإنهم مشركون».
(١) عطف تفسيري عن شيخنا.
(٢) هذا يصلح دليلاً على كل من خالف الحق من النواصب والروافض وغيرهم انتهي.