وأخرج أبو داود عن عائشة قالت وهي تذكر شأنّ أهل خيبر». كان النبي ÷ يبعث عبد بن رواحة ¥ إلى يهود خيبر فيخرص النخل عليهم حين يطيب وقبل أن يؤكل منه. ذكر هذا كله في تلخيص ابن حجر وفي شرح التجريد.

  والأصل في ذلك ما رويناه بإسناده في مسألة الخرص عن علي بن الحسين @ أنّ النبي ÷ أمر بخرص أعناب ثقيف كخرص النخل ثم تؤدى زكاته السلام زبيبا كما تؤدى زكاة النخل تمراً.

  وأخرج البخاري ومسلم من حديث أبي حميد الساعدي «أنّه ÷ خرص حديقة امرأة بنفسه. وفيه قصة.

  وما رويناه بإسناده عن ابن المسيب عن عتاب بن أسيد «أنّ النبي ÷ أمر أن يخرص العنب كما يخرص التمر.

  وأخرج النسائي، عن معاذ بن أسيد قال: «أمرنا رسول الله ÷ أن نخرص العنب كما نخرص النخل ونأخذ زكاته زبيباً كما نأخذ صدقة النخل تمراً قال تعالى {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ١٧ وَلَا يَسْتَثْنُونَ ١٨}⁣[القلم] قال في الكشاف: إنّا بلونا أهل مكة بالقحط والجوع بدعوة رسول الله ÷ كما بلونا أصحاب الجنة وهم قوم من أهل الصلاة كانت لأبيهم هذه الجنة دون صنعاء بفرسخين فكان يأخذ منها قوت سنته ويتصدق بالباقي وكان يترك للمساكين ما أخطأه المنجَل⁣^(⁣١)، وما في أسفل الأكداس⁣^(⁣٢)، وما أخطأه القطاف من العنب وما بقي على البساط الذي يبسط تحت النخلة إذا صرمت، فكان يجتمع لهم شيء كثير.

  فلما مات قالت بنوه إن فعلنا كما يفعل أبونا ضاق علينا الأمر ونحن أولُو عيال فحلفوا ليصرمُنَّها مصبحين في السدف خفية عن المساكين ولم يستثنوا في يمينهم فأحرق الله جنتهم. وقيل: كانوا من بني إسرائيل. مصبحين: داخلين في الصباح مبكرين.

  ولا يستثنون: لا يقولون إنشاء الله تعالى انتهى.

(١) وهو الشريم الذي يحصد به.

(٢) الأكداس جمع كُدْس كنس مثل قُفْل وهو الطعام المجتمع.